ـ(154)ـ
قدهم إلى نبع السماء نطافه ــــــــــ عذب، وسائغ ورده لا يمنع
واسلك بهم درباً أضاء محمّد ــــــــــ أبعاده، وجلاه فهو المهيع
وأنا الضمين بأنه سيعيدهم ــــــــــ ألقاً يمت إلى السمو وينزع
وسيعرفون بأن ما شرع السما ــــــــــ يبني الكريم الرغد، لا ما شرعوا
___
يا "مهرجان الشعر" إنّ ثمالة ــــــــــ من كأس غيرك عافها المترفع
ما آمنت بك غير أن ظروفها ــــــــــ تملي ولاء بالرياء يقنع
ولجت حماك وفي الرؤس مخطط ــــــــــ وأعيذ قومي من لظاه مروع
وهي التي إنّ أوترت أقواسها ــــــــــ في غفلة، فأنا وأنت المصرع
فتوق أرقمها فلست بواجد ــــــــــ صلاً على طول المدى لا يلسع
لا تطربن لطبلها، فطبولها ــــــــــ كانت لغيرك قبل ذلك تقرع
ما زلت أرعف في يديها من دمي ــــــــــ علقاً، وهل تنسى ضناها لمرضع؟
أيام نقتسم اللظى وصدورنا ــــــــــ تضرى، فيمنحها الوسام المدفع
ودماؤنا امتزجت سواء فلم تكن ــــــــــ فرقاً يصنفها الهوى وينوع
وتعانقت فوق الحراب أضالع ــــــــــ منا، فما يمزت هنالك أضلع
حتّى إذا أرسى السفين وعافه ــــــــــ نوء، زحمنا منكبيه زعزع
عدنا وبعض للسفين حباله ــــــــــ والبعض حصته السفينة أجمع
ومشت تصنفنا يد مسمومة ــــــــــ متسنن هذا وذا متشيع
يا قاصدي قتل الأخوة غيلة ــــــــــ لموا الشباك فطيرنا لا يخدع
غرس الإخاء كتابنا ونبينا ــــــــــ فامتد واشتبكت عليه الأذرع
___