ـ(133)ـ
وقد عرض هنا لأمور ومباحث تتعلق بالإسلام، فبحث في مسألة كون الإسلام دين الفطرة، وبحث في سماحة الإسلام ومرونته، ثم تناول مسألة الرق وموقف الإسلام منه، وانتقل إلى مسألة تعدد الزوجات وموقف الشريعة الإسلاميّة، ثم انتقل بعد ذلك إلى قضية الإسلام والسيف، وعالج دعوى انتشار الإسلام بالسيف التي افتراها المستشرقون. وكان أسلوبه وعرضه حديثاً شيقاً، وكانت مناقشته لهذه المسائل تنم عن سعة اطلاع وطول باع، فجزاه الله خيراً.
(2) القسم الثاني من الكتاب: وعنونه المؤلف بـ (انقسام الإسلام إلى مذاهب وفرق) وبحث تحت هذا العنوان الخوارج، والأباضية، والشيعة الإمامية، والزيدية من صفحة (117) إلى (213) والعنوان بهذا الشكل يوحي أن الإسلام انقسم إلى هذه المذاهب والفرق فقط:
آ ـ لقد بدأ حديثه أولاً عن الخوارج، فتكلم على نشأتهم وعزاها إلى وقعة صفين وما جرى من مسألة التحكيم المشهورة وذكر ارتكابهم المخالفات وإقدامهم على القتل، مما حدا بالإمام إلى شن الحرب عليهم ومحاولة تصفيتهم. وهو يرى هنا أن الأفضل أن يقال عنهم بأنهم حزب سياسي من أن يقال فرقة. ثم ذكر انقسامهم إلى الأحزاب الرئيسية الكبرى وهي: الأزارقة، والنجدات، والبيهسية، والعجاردة، والثعالبة، والأباضية، والصفرية، وقال بعد أن عرض لهذه الانشطارات وزعمائها: إن أكثرهم قد ذاب في غمرة أحداث الزمن وكر الأيام، ولم يبق منهم إلاّ الأباضية، ولذا فهو يخص الأباضية ـ لأنها الفرقة الباقية اليوم ـ بالذكر والحديث.
ب ـ انتقل بعد ذلك إلى الكلام على الشيعة، فتكلم عن النشأة والماهية، فذكر: أن الشيعة تأتي بمعنى: الأعوان والأنصار، وأن المشايعة تعني: الموافقة وبمرور الزمن اكتسب هذا اللفظ معنى محدداً هو: (أنصار علي بن أبي طالب عليه السلام) وأبنائه وأحفاده، ثم قال: ومهما كان فالشيعة يرون أن التشيع عقيدة دينية خالصة. ثم ينقل آراء تذهب إلى أن التشيع فكرة سياسية خالصة، أو وجدان عاطفي خالص. وينقل حجج هؤلاء دون ان يسمى أحداً منهم، ويزعم أن حججهم كثيرة منها: (أن