ـ(131)ـ
الأولى، وكانت مثار إعجاب وتقدير لما تميزت به من جرأة في المعالجة، وأسلوب في العرض جميل، وسلامة في المنهج، على الرغم مما كان من مؤاخذات وملاحظات. ولقد كان من المؤمل بالباحث الدكتور الشكعة ـ وهو يعيد النظر في كتابه ويأخذ بالملاحظات التي وصلته وحسنا فعل ـ كان من المؤمل فيه أن يكون أكثر إنصافا، وأهدى منهجا، وأكثر استفادة مما اغتنت به المكتبة العربية من دراسات رصينة خاصة في مذهب أهل البيت عليه السلام. ولكن المفاجاة كانت أمر عندما رأيناه ـ ويا للأسف ـ ينجر إلى أحابيل السياسة ويقع في شراكها وما تمليه من تحريف وتزييف.
وعلى أي حال، فإن هذه الدراسة وهذا الكتاب يبقى من أولى المحاولات التي تصدت لمثل هذه المواضيع الخطيرة، وعالجتها معالجة لا تخلو من طرافة وجدية، وسنقدم عرضاً موجزاً لمضامين الكتاب، ثم نبين بعد ذلك ما ينطوي عليه من مفارقات ومخالفات منهجية، ومجانبة للصواب، وما يرد عليه من إشكالات ومؤاخذات إتماماً للفائدة، وبيانا للحق والحقيقة.
أولا: عرض الكتاب مع بعض التعليقات المناسبة:
الكتاب في الأصل: دراسة صدر في طبعته الأولى عام (1379 هـ ـ 1960م) وكانت محاولة لعرض آراء وعقائد المذاهب الإسلاميّة بصورة مركزة ومختصرة خالية تقريباً من الاحتجاجات والاستدلالات، وقد أدعى المؤلف: أنه يهدف من ورائها إلى تسليط الضوء على القواسم المشتركة ونقاط الالتقاء بين المذاهب الإسلاميّة، واستبعاد التشويش والتهريج الذي يرافق مثل هذه الدراسات عادة، وقد اختار الدكتور الشكعة عنوان الكتاب: (إسلام بلا مذاهب) ليوحي ـ ومنذ اللحظة الأولى ـ أنه يهدف إلى عرض الإسلام ومذاهبه عرضا أميناً، خاليا من الشوائب، بعيداً عن المشاحنات والمزاعم والتقولات التي طالما ابتلينا بها. ثم هو اختار أن يعرض للمذاهب الإسلاميّة كالآتي: