ـ(122)ـ
ج ـ عدم التمسك بالدين: إن كثيراً من المسلمين نتيجةً للضعف والانبهار من بريق الغرب وما قدمه في مجال العلوم استدعى المسلمين أن يتخلوا عن دينهم، فلا تكون وشيجة القيم ورابطة الدين هي التي تربط بينهم، فتفككوا وأصبحوا شيعاً، فلن يكون اتحادهم إلاّ على أساس الرجوع إلى الدين والتمسك بأصوله.
وها هو السيد يطرح التمسك بالدين علاجاً لذلك:
(فعلاجها الناجع إنما يكون برجوعها إلى قواعد دينها والأخذ بأحكامه على ما كان في بدايته، وإرشاد العامة بمواعظه الوافية... فإذا قاموا لشؤونهم وجعلوا أصول دينهم الحقة نصب أعينهم فلا يعجزهم بعد أن يبلغوا بسيرهم منتهى الكمال الإنساني) (1).
2 ـ العدو المشترك: من أهم الأمور هو: توجيه الأمة وتحشيدها باتجاه العدو المشترك ؛ لأنه بعدم ذلك يحصل الاختلاف وتتمزق الأمة، فيسهل على العدو أن يعبر من خلال ذلك.
السيد جمال (ره) حشد الأمة نحو عدوها المشترك وهو: الغرب الكافر، بالخصوص (الإنجليز) حيث كانت معظم أراضي المسلمين في ذلك الوقت تحت هيمنته، وكانت دول الاستعمار من الدرجة الثانية تتحرك وفق ما تمليه دولة الإنجليز، وهذا الذي أزعج الإنجليز مما حدا بها إلى أن تشوه شخصية السيد جمال الدين وتطاردها في كل مكان.
يشير السيد جمال (ره) إلى أن الإنجليز هم مصدر الفساد والإفساد، وأنه لا يوجد بلد لم يمسها ضرر من بريطانيا:
(لا نظن ولن نظن أن يجد الإنجليز لهم يوم التصادم نصيراً من دول أوربا ولا من دول المشرق ولا من الهنديين...؛ لأنه لا توجد نفس تشعر بوجود حكومة الإنجليز على سطح الأرض إلاّ وقد
_____________________
1 ـ العروة الوثقى 21.