ـ(121)ـ
واختلاف الأهواء، وحجبت بالجهل عن معرفة أحوال الغربيين وصنائعهم...، فكان الشرقيون يعدّون كل غريبةٍ معجزةً، وكل بديعٍ من الاختراع سحراً أو كرامةً...) (1).
الوهم كان سبباً في ضعفهم وتفرقهم حتى كانوا يخافون من الإنجليز في زمن ضعفهم بأنهم لا زالوا أقوياء، مما ولد الجبن في نفوسهم، فأصابهم الله بالصغار والذلة. يقول السيد جمال الدين (ره):
(من يتوهم أن يجمع بين الجبن والإيمان بما جاء به محمد صلى الله عليه وآله وسلم فقد غش نفسه وغرر بعقله.. وهو ليس من الإيمان في شيءٍ... المؤمنون لا يحتاجون إلاّ لقليل من التنبيه... فينهضون نهضة الأسود فيستردوا مفقوداً ويحفظوا موجوداً، وينالوا عند الله مقاماً محموداً) (2).
ب ـ التقليد: وهو انسلاخ الأمة من شخصيتها واتخاذها دور التبعية بدل الاستقلال، المسلمون عاشوا هذه الحال من التدني والهبوط الذي جعل منهم أمة ضعيفة لا تقوى على مواجهة أحد، بل أصبحت هشة يتناولها الاستعمار حيثما يريد. ولنستمع إلى كلام السيد جمال الدين عن المقلدين:
(علمتنا التجارب ونطقت مواضي الحوادث بأن المقلدين من كل أمة المنتحلين أطوار غيرها يكونون فيها منافذ وكوى لتطرق الأعداء إليها، وتكون مداركهم مهابط الوساوس... ويصير أولئك المقلدون طلائع لجيوش الغالبين، وأرباب الغارات يمهدون لهم السبيل ويفتحون الأبواب، ثم يثبتون أقدامهم ويمكنون سلطتهم...) (3).
_____________________
1 ـ العروة الوثقى: 135.
2 ـ المصدر السابق: 142.
3 ـ العروة الوثقى: 19.