ـ(12)ـ
هذا نموذج لأمة تؤمن بالوحدة الإسلاميّة والأخوة الإسلاميّة، والآن لو فرضنا أن كل الشعوب الإسلاميّة تصبح هكذا فما الذي سوف يحدث في الدنيا؟ إن هذا من نتائج الوحدة الإسلاميّة.
والوحدة التي هي أعلى مرتبة من الوحدة التي تحصل بين أعضاء شعب ودولة واحدة هي وحدة الأمة الإسلاميّة، لو فسح حكام الدول الإسلاميّة المجال لشعوبهم للتعبير عن رأيهم وإظهار أحاسيسهم تجاه القضايا الدولية ووجهوا حركة شعوبهم فسوف يصلون إلى نفس المستوى الذي وصل إليه الشعب الإيراني، وحينها سترون بأنفسكم ماذا يحصل على الصعيد العالمي! لو كانت هكذا وحدة ومواساة وتضامن موجودة بين الشعوب الإسلاميّة هل كان الأعداء يجرأون على القيام بمحاصرة شعب البوسنة والهرسك الأعزل المظلوم بهذه الكيفية؟ وهل كانت المحافل الدولية تجرأ على تجاهل هذه القضية، وعدم اتخاذ رد فعل عملي تجاهها؟ حقا إن ما يحدث هذه الأيام أمر عجيب! فمع كل ادعاءاتهم الجوفاء بالدفاع عن حقوق الإنسان نجدهم إذا وصل الأمر إلى جماعة من المسلمين تصبح هذه الادعاءات قيد النسيان. ما هذا العداء الذي يكنه الأعداء وقوى الاستكبار العالمي للإسلام؟ إنها حرب صليبية يشنونها على الإسلام والمسلمين، بحيث يرى الإنسان آثارها ونتائجها في كل مكان ما هذه المظلومية التي يتعرض لها المسلمون في كل أرجاء العالم، وفي كل مكان يتسلط الأعداء فيه عليهم؟ من أي شيء نشأ هذا الوضع؟ لقد نشأ عن وجود الفرقة بين المسلمين، والأمة الإسلاميّة والبلدان الإسلاميّة وهذه الفرقة والخلاف من فعل الأعداء، فالدول الإسلاميّة لا يوجد تضاد مصلحي فيما بينها. إن التكتل والتجمع مفيد للجميع، لا لمجموعة معينة. الدول الإسلاميّة الكبيرة تستفيد أيضاً من وجود تكتل إسلامي، وكذا تستفيد منه الدول الصغيرة والضعيفة والفقيرة. إن وحدة كهذه من صالح الجميع، فمن الذي يضر به وجود تكتل من هذا القبيل؟ من الذي يتضرر من اجتماع المسلمين؟ إنها تضر بالقوى التي تريد فرض أغراضها الفاسدة على المسلمين فالفرقة بين المسلمين تعود بالفائدة على القوى المستكبرة: كأميركا، وأقطاب