ـ(119)ـ
المسلمين تحت مظلة الإسلام، ومن هنا ينكشف لنا عظم ما قام به السيد جمال الدين مع صحبه في مواجهة هذا الاستعمار الماكر، وما يمتلك من إمكانيات جعلته يطارد السيد في كل مكان، خصوصاً في البلدان الإسلاميّة حتى أذاقه السجن والتشريد.
منهج السيد جمال والشيخ عبده في الوحدة:
يمكننا أن نلخص هذا المنهج في بعض النقاط التالية:
1 ـ بيان علل ضعف المسلمين.
2 ـ التوجه إلى العدو المشترك.
3 ـ رفع الرين والبدع عن الدين الحنيف.
4 ـ معالجة غياب العلماء عن سدة الحكم.
وهذا المنهج عبارة عن بيان أسباب الفرقة في بعض نقاطها، وجعل البعض الآخر سبباً للوحدة كالنقطة الثانية.
وقبل الخوض في تفاصيل هذه النقاط لابد من الإشارة إلى مقدمة مهمة في هذا المقام: إن من أصعب الأمور عملية التشخيص بين الوظائف المتشابكة، حيث إننا نعلم أن الوظائف والمسؤوليات بينهما ترتب طولي، وحينها يقدم الأهم على المهم، وهذه المسألة وإن كانت في ظاهرها سهلة واضحة، إلاّ أنها في المجال العملي في غاية الصعوبة، ولذلك نجد كثيراً من الذين خطوا في مجال الوحدة كيف تعثرت بهم الخطى، أو أنهم زاغوا عن طريق الوحدة إلى نقيضها، فمثلاً: عندما تتظافر عليك مجموعة من الأعداء كيف تشخص العدو الأول بين هؤلاء؟! وهذا الأمر يحتاج إلى نباهة وكياسة من قبل دعاة الوحدة، والسيد جمال الدين (ره) كان من الدعاة الذين يمتلكون هذه القدرة في التشخيص، وذلك لما يتمتع به من كياسة وتجربة، فهو إلى جانب كونه شخصية علمية فلسفية دينية كان فطنا في المجال السياسي والاجتماعي، ودقيقا في استخدام العبارات والألفاظ.