وكم يرى البائس المسكين إذا ابتلي بحادثة في الدين يسعى إلى الفقيه يستفتيه ويعمل على ما يقوله ويرويه راجعا إلى التقليد بعد فراره منه وملتزما حكمه بعد صدوفه عنه وعسى أن يكون في حكم حادثته من الخلاف ما يحتاج إلى إنعام النظر فيه والاستكشاف فكيف استحل التقليد بعد تحريمه وهون الإثم فيه بعد تعظيمه ولقد كان رفضه ما لا ينفعه في الآخرة والأولى واشتغاله بأحكام الشريعة أحرى وأولى .
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان الصيرفي بنيسابور قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني قال حدثنا إسحاق بن عيسى قال سمعت مالك بن أنس يعيب الجدال في الدين ويقول كلما جاءنا رجل أجدل من رجل أرادنا أن نرد ما جاء به جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله السراج بنيسابور قال أخبرنا بشر بن أحمد الأسفراييني قال حدثنا جعفر بن محمد الفريابي قال حدثنا بشر بن الوليد قال سمعت أبا يوسف يقول كان يقال من طلب الدين بالكلام تزندق ومن طلب غريب الحديث كذب ومن طلب المال بالكيمياء أفلس