ولي نعيم ذاهبا إلى غطفان قال عمر بن الخطاب يا رسول الله هذا الذي قلت إما هو من عند الله فأوصه ( 1 ) وإما هو رأي رأيته فإن شأن بني قريظة هو أيسر من أن يقول شيئا يؤثر عليك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل هو رأي رأيته ) ( 2 ) إن الحرب خدعة ثم أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم في أثر نعيم فقال أرأيتك الذي سمعتني أذكره آنفا أمسكت عنه فلا تذكره لأحد فانصرف نعيم حتى جاء عيينه بن حصن ومن معه فقال لهم هل علمتم أن محمدا قال شيئا قط إلا حقا قالوا لا قال فإنه قد قال لي فيما أرسلت به اليكم بنو ( 3 ) قريظة فلعلنا نحن أمرناهم بذلك ثم نهاني أن أذكر لكم فانطلق عيينة حتى لقي أبا سفيان فأخبره فقال إنما أنتم في مكر من بني قريظة فأرتحلوا فكانت تلك هزيمتهم فبذلك ترخص الناس ( 4 ) الخديعة في الحرب قال ابن ( 5 ) جرير قوله فلعلنا نحن أمرناهم بذلك قول محتمل لوجهين أن يكون عن امره أو عن غير أمره وذلك هو الصدق الذي لا مرية فيه ( 6 ) وهو عن الكذب بمعزل .
230 وأخرج ابن جرير عن ابن ( 7 ) عباس قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من أصحابه إلى رجل من اليهود فأمره بقتله فقال له يا رسول الله ( 8 ) الله إني لا أستطيع ذلك إلا أن تأذن ( 9 ) لي فقال ( له ) ( 10 ) رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما الحرب خدعة فاصنع ( ماتريد ) ( 11 )