@ 422 @ | ويرتقي إلى شيخ شيخه ، أو مَن فوقه ، فيسند ذلك بلفظ لا يقتضي الاتصال ، بل | بلفظ موهمِ له ، ك : عن فلان أو قال فلان . وإنما يكون تدليساً إذا كان المدلس لَقِيه | ولم يسمع منه ، أو سمعه ولم يسمع منه ذلك الحديث . مثال ذلك : ما روي عن | علي بن خَشْرم قال : كنا يوماً عند ابن عُيينة . . . الخ ، | | وثانيها : أن يصف المدلس شيخه بوصف لا يُعرف به ، من اسم ، أو | كنية ، أو نسبة [ 95 - أ ] إلى قبيلة ، أو صفة ، أو بلدٍ ، أو نحو ذلك ، كي | يُوعر الطريق / إلى السماع له ، كقول ابن مجاهد - أحد القُراء - : حدثنا عبد الله بن | أبي عبد الله ، يريد به عبد الله بن أبي داود السِّجِسْتاني صاحب ' السنن ' | | وثالثها : تدليس التسوية : وصورته أن يروي حديثاً عن شيخ ثقة ، وذلك | الثقة يرويه عن ضعيف عن ثقة فيأتي المدلس الذي سمع الحديث من الثقة | الأول ، فيسقط الضعيف الذي في السند ، ويجعل الحديث عن شيخه الثقة عن | الثقة الثاني ، فيسوي الإسناد كله ثقات . فهذا أشر أقسام التدليس ، لأن الثقة | الأول قد لا يكون معروفاً بالتدليس ، ويجده الواقف على السند كذلك بعد التسوية | قد رواه عن ثقة آخر ، فيحكم له بالصحة ، وهذا غرور شديد . | | وأما القسم الأول : فمكروه جداً ذمه أكثر العلماء ، وكان شُعبة أشدهم ذماً |