@ 132 @ .
التاسع المضطرب : ( ( بكسر الراء ) ) ، وهو الذي يروي على أوجه مختلفة متقاربة ، والاختلاف إما من راو واحد ، بأن رواه مرة على وجه ، ومرة على وجه آخر مخالف له ، أو أزيد من واحد ، بأن رواه كل من جماعة على وجه مخالف للآخر . والاضطراب يوجب ضعف الحديث لإشعار بعدم الضبط من رواته ، الذي هو شرج في الصحة والحسن . ويقع الاضطراب في الإسناد وفي المتن وفي كليهما معاً . ثم إن رجحت إحدي الروايتين أو الروايات ، يحفط راويها ، أو كثرة صحبته المروي عنه ، أو غير ذلك من وجوه الترجيحات الآتية ، فالحكم للراجحة ولا يكون الحديث مضطرباً . .
تنبيه . - قد يجامع الاضطراب الصحة ، وذلك بأن يقع الاختلاف في اسم رجل واحد وأبيه ونسبته ونحو ذلك ، ويكون ثقة ، فيحكم للحديث بالصحة . ولا يضر الاختلاف فيما ذكر مع تسميته مضطرباً . وفي الصحيحين أحاديث كثيرة بهذه المثابة قال الزركشي : ( ( قد يدخل القلب والشذوذ والاضطراب في قسم الصحيح والحسن ) ) . .
العاشر : المقلوب : وهو ما بدل فيه راو بآخر في طبقته ، أو أخذ إسناد متنه فركب على متن آخر . ويقال له المركب . والقصد فيه إما الإعراب ، فيكون كالوضع ، أو اختبار حفظ المحدث ، كما قلب أهل بغداد على البخاري ، لما جاؤهم ، مئة حديث امتحاناً فردها على وجوهها فأذعنوا بفضله . وقد يقع القلب غلطاً لا قصداً كما يقع الوضع كذلك . .
الحادي عشر ، المدلس : ( ( بفتح اللام ) ) وهو ما سقط من إسناده راو لم يسمه من حدث عنه ، موهماً سماعه للحديث ممن لم يحدثه ، بشرط معاصرته له ؛ فإن لم يكن عاصره فليست الرواية عنه تدليساً على المشهور . ومن التدليس أن يسقط الراوي شيخ شيخه أو أعلى منه لكونه ضعيفاً ، وشيخه ثقة ، أو صغيراً تحسيناً للحديث . ومنه أن يسمى شيخه أو يكنيه أو ينسبه أو يصفه بما لا يعرف ، ثم إن كان الحامل للراوي على التدليس تغطية الضعيف فجرح ، لأن ذلك حرام وغش ، وإلا فلا ؛ وما كان في الصحيحين وشبههما عن المدلسين ( ( بعن ) ) فمحمول على ثيوت السماع من جهة أخرى ، وإيثار صاحب الصحيح طريق العنعنة لكونها على شرطه دون تلك والله أعلم .