@ 83 @ واحترز ( ( بالمجرد ) ) عن الموطأ للإمام مالك ، فإنه وإن كان أول مصنف في الصحيح ، لكن لم يجرد فيه الصحيح ، بل أدخل المرسل ، والمنقطع ، والبلاغات ، وذلك حجة عنده . وأما البخاري فإنه ، وإن أدخل التعاليق ونحوها ، لكنه أوردها استئناساً ، واستشهاداً ، فذكرها فيه لا يخرجه عن كونه جرح الصحيح . كذا فرق ابن حجر ، وتعبقه السيوطي بأن ما في الموطأ من المراسيل مع كونها حجة عندنا إذا أعتضد ، وما من مرسل في الموطأ من المراسيل مع كونها حجة عنده بلا شرط ، وعند من وافقه من الأئمة هي حجة عندنا ؛ لأن المرسل حجة عندنا إذا أعتضد ، وما في مرسل في الموطأ إلا وله عاضد أو عواضد ، وقد صنف ابن عبد البر كتاباً في وصل ما في الموطأ من المرسل والمنقطع والمعضل ) ) . انتهى . .
وعليه فأول من صنف في الصحيح الإمام رضي الله عنه . * * * .
9 - بيان أن الصحيح لم يستوعب في مصنف .
قال العلامة الأمير في شرح ( ( غرامي صحيح ) ) : ( ( لم يستوعب الصحيح في مصنف أصلاً ، لقول البخاري : ( ( أحفظ مئة ألف حديث من الصحيح ، ومئتي ألف من غيره ) ) . ولم يوجد في الصحيحين بل ولا في بقية الكتب الستة ، هذا القدر من الصحيح ) ) . .
وقال النووي رحمه الله : ( ( إن البخاري ومسلماً رضي الله عنهما لم يلتزما استيعاب الصحيح ، بل صح عنهما تصريحهما بأنهما لم يستوعياه ، وإنما قصدا جمع جمل من الصحيح ، كما يقصد المصنف في الفقه جمع جملة من مسائلة ، لا أنه يحضر جميع مسائلة ؛ لكنهما إذا كان الحديث الذي تركاه أو تركه أحدهما ، مع صحة إسناده في الظاهر ، أصلاً في بابه ، ولم يخرجا له نظيراً ولا ما يقوم مقامه ، فالظاهر من حالهما أنهما أطلعا فيه على علة إن كانا رأياه ، ويحتمل أنهما نسياناً ، أو إيثاراً لترك الإطالة ، أو رأيا أن غيره مما ذكراه يسد مسده ، أو لغير ذلك والله أعلم . .
وقال السخاوي في الفتح : ( ( إن الشيخين ، لم يستوعبا كل الصحيح في كتابيهما ،