@ 400 @ .
وقال الحافظ السخاوي في فتح المغيث ، تحت قول العرافي : ( ( واعمل بما تسمع في الفضائل ) ) ما صورته : ( ( لحديث مرسل ، قال رجل : يا رسول الله ما ينفي عني حجة العلم ؟ قال : العمل . ولقول مالك بن مغول في قوله تعالى : ( ^ فنبذوه وراء ظهورهم ) قال : تركوا العمل به . ولقول إبراهيم الحربي : إنه ينبغي للرجل إذا سمع شيئاً في آداب النبي أن يتمسك به ، ولأن ذلك سبب ثبوته وحفظه ونموه والاحتياج فيه إليه . ويروي أنه : قال : ( ( من عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم ) ) . وعن أبي الدرداء قال : من عمل بعشر ما يعلم ، علمه الله ما يجهل . وعن ابن مسعود أنه قال : ما عمل أحد بما علمه الله إلا احتاج الناس إلى ما عنده ) ) . .
وقال النووي في الأذكار : ينبغي لما بلغه شيء من فضائل الأعمال أن يعمل به ولو مرة ليكون من أهله ، ولا ينبغي أن يتركه مطلقا بل يأتي بما تيسر منه ، لقوله : ( ( إذا أمرتكم بشيء فافعلوا منه ما استطعتم ) ) . .
قالت : ويروي في الترغيب في ذلك عن جابر مرفوع لفظه : ( ( من بلغه عن الله عز وجل شيء فيه فضيلة ، فأخذ به إيمانا به ، ورجاء ثوابه ، أعطاه الله ذلك وإن لم يكن كذلك ) ) : وله شاهد : قال أبو عبد الله محمد بن خفيف : ما سمعت شيئاً من سنن رسول الله إلا واستعملته ، حتى الصلاة على أطراف الأصابع ، وهي صعبة ) ) . وقال الإمام أحمد : ( ( ما كتبت حديثاً إلا وقد عملت به حتى بي في الحديث أن النبي احتجم وأعطي أبا طيبة ديناراً فأعطيت الحجام ديناراً حين أحتجمت . ويقال : ( ( اسم أبي طيبة دينار ) ) . وحكاه ابن عبد البر ، ولا يصح . وعن أبي عصمة عاصم بن عصام البيهقي قال : بت ليلة عند أحمد ، فجاء بالماء ، فوضعه ، فلما أصبح نظر إلى الماء ، فإذا هو كما كان ، فقال : سبحان الله ! رجل يطلب العلم لا يكون له ورد بالليل ! وقال أحمد في قصة : صاحب الحديث عندنا من يستعمل الحديث . وعن الثوري قال : ( ( إن استطعت أن لا تحك رأسك إلا بأثر فافعل ) )