@ 263 @ .
والعبد الضعيف ، جامع هذا الكتاب ، قدمن الله عليه بفضله ، فأسمع صحيح مسلم رواية ودراية في مجالس من أربعين يوماً ، آخرها في 28 من شهر صفر الخير سنة ( 1316 ) وأسمع أيضاً سنن ابن ماجه كذلك في مجالس من إحدى وعشرين يوماً آخرها في 22 من شهر ربيع الأول سنة ( 1316 ) وأسمع أيضاً الموطأ كذلك مجالس من تسعة عشر يوماً آخرها في 15 من شهر ربيع الآخر سنة ( 1316 ) ، وطالعت بنفسي لنفسي ( ( تقريب التهذيب ) ) للحافظ ابن حجر ، مع تصحيح سهو القلم فيه ، وضبطه وتحشيته من نسخة مصححة جداً ، في مجالس من عشرة أيام آخرها في 18 من شهر ذي الحجة سنة ( 1315 ) . أقول : وهذه الكتب ، قرأتها بإثر بعضها ، فأجهدت نفسي وبصرى حتى رمدت ، بأثر ذلك شفاني الله بفضله ، وأشفقت من العود إلى مثل ذلك ، وتبين أن الخيرة في الاعتدال ! نعم ، لا ينكر أن بعض النفوس لا تتأثر بمثل ذلك ، لقوة حواسها ؛ وللإنسان بصيرة على نفسه وهو أدري بها ! * * * .
10 - قراءة النحاري لنازلة الوباء .
نقل القسطلاني ، رحمه الله تعالى ، شارح البخاري ، في مقدمة شرحه عن الشيخ أبي محمد عبد الله بن أبي جمرة ، قال : ( ( قال لي من العارفين ، عمن لقيه من السادة المقر لهم : إن صحيح البخاري ما قرئ في شدة إلا فرجت ، ولا ركب به مركب فغرقت ) ) . انتهى . .
وقد جرى على العمل بذلك كثير من رؤساء العلم ، ومقدمي الأعيان ، إذا ألم بالبلاد نازلة مهمة ، فيوزعون أجزاء الصحيح على العلماء والطلبة ، ويعينون للختام يوماً يفدون فيه لمثل الجامع الأموي ، أمام المقام اليحيوي في دمشق وفي غيرها ، كما يراه مقدموها ، وهذا العمل ورثه جيل عن جيل ، مذ انتشار ذاك القول وتحسين الظن بقائله ، بل كان ينتدب بعض المقدمين إلى قراءته موزعاً ، ثم ختمه اجتماعاً لمرض والى بلدة أو عظيم من عظمائها مجاناً أو بجائزة ، بل قد يستأجر من يقرؤه لخلاص وجيه من سجن ، أو شفائه من مرض ، على النحو المتقدم ، اعتقاداً ببركة هذا الصحيح ، وتقليداً لمن مضى ، ووقوفاً مع ما مر عليه