@ 235 @ بالخشوع والسكينة والوقار ، ويكره أن يقوم لأحد ) ) فقد قال : إذا قام القارئ لحديث رسول الله لأحد ، فإنه يكتب عليه خطيئة ، فإن رفع أحد صوته في المجلس زبره - أي أنهره - وزجره فقد كان مالك يفعل ذلك أيضاً ويقول : قال الله تعالى : ( ^ يا أيها الذين آمنوا لا يرفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ) ) فمن رفع صوته عند حديثه ، فكأنما رفع صوته فوق صوته ، ويقبل على الحاضرين كلهم ؛ فقد قال حبيب بن أبي ثابت : ( ( إن من السنة إذا حدث الرجل القوم ، أن يقبل عليهم جميعاً ، ويفتتح مجلسه ويختمه بتحميد الله تعالى ، والصلاة على النبي ، ودعاء يليق بالحال بعد قراءة قارئ حسن الصوت شيئاً من القرآن العظيم ، فقد روى الحاكم في ( ( المستدرك ) ) عن أبي سعيد قال : كان أصحاب رسول الله إذا اجتمعوا تذاكروا العلم ، وقرأوا سورة ، ولا يسرد الحديث سرداً عجلاً يمنع فهم بعضه ؛ كما روى عن مالك أنه كان لا يستعجل ويقول : ( ( أحب أن أفهم حديث رسول الله ) ) وأورد البيهقي في ذلك حديث البخاري عن عروة قال : جلس أبو هريرة إلى جنب حجرة عائشة وهي تصلى ، فجعل يحدث ، فلما قضت صلاتها قال : ألا تعجب إلى هذا وحديثه ؟ إن النبي لم يكن يسرد الحديث كسردكم ) ) . في لفظ عند البيهقي عقيبه : ( ( إنما كان حديثه فصلاً تفهمه القلوب ) ) ( كذا في التقريب ، شرحه التدريب ) . * * * .
5 - بيان طرق درس الحديث .
أعلم أن لدرس الحديث ثلاثة طرق عند العلماء : .
أولها : - السرد : وهو أن يتلو السيخ المسمع أو القارئ كتاباً من كتب هذا الفن ، من دون تعرض لمباحثه اللغوية والفقهية ، وأسماء الرجال ونحوها .