@ 218 @ عن النبي من مئتى طريق ، قال فسكت عني ساعة ثم قال : أخشى أن يدخل هذا تحت ( ( ألهاكم التكاثر ) ) ، هذا ما قال ، وهو صحيح في الاعتبار ، لأن تخريجه من طرق يسيرة كاف في المقصود منه ، فصار الزائد على ذلك فضلاً ) ) انتهى . * * * .
22 - توسع الحفاظ رحمهم الله تعالى في طبقات السماع .
قال السخاوي في فتح المغيث : ( ( لما صار الملحوظ بقاء سلسلة الإسناد ، توسعوا فيه ، بحيث كان يكتب السماع عند المزي وبحضرته لمن يكون بعيداً عن القارئ ، وكذا للناعس والمتحدث والصبيان الذين لا ينضبط أحدهم ، بل يلعبون غالباً ، ولا يشتغلون بمجرد السماع ؛ حكاه ابن كثير ، قال : وبلغني عن القاضي التقي سلميان بن حمرة أنه زجر في مجلسه الصبيان عن اللعب فقال : لا تزجروهم ، فإنا إنما سمعنا نسمع ، فربما ارتفعت أصواتنا في بعض الأحيان والقارئ يقرأ ، فلا ينكر علينا من حضر المجلس من كبار الحفاظ : كالمزي والبرزالي والذهبي وغيرهم من العلماء . وذكر السخاوي قبل ذلك أن شيخنا - يعني الحافظ ابن حجر - سئل عمن لا يعرف من العربية كلمة فأمر بإثبات سماعه ؛ وكذا حكاه ابن الجزري عن كل من ابن رافع وابن كثير وابن المحب ؛ بل حكى ابن كثير أن المزي كان يحضر عنده من يفهم ومن لا يفهم - يعني من الرجال - ويكتب للكل السماع ؛ وذكر أيضاً عند قول العراقي : ( ( وقبلوا من مسلم تحملاً في كفره ) ) ما نصه : ( ( ومن هنا أثبت أهل الحديث في الطباق اسم من يتفق حضوره مجالس الحديث من الكفار رجاء أن يسلم ويؤدي ما سمعه ، كما وقع في زمن التقي ابن تيميه ، أن الرئيس المطبب يوسف بن عبد السيد اليهودي الإسرائيلي ، سمع في حال يهوديته مع أبيه من الشمس محمد بن عبد المؤمن الصوري أشياء من الحديث ؛ وكتب بعض الطلبة اسمه في الطبقة ، في جملة أسماء السامعين ، فأنكر عليه ، وسئل ابن تيميه عن ذلك فأجازه ، ولم يخالفه أحد من أهل عصره ، بل ممن أثبت اسمه في الطبقة : الحافظ