@ 58 @ | لذلك من الرواة جماعة منهم من المتأخرين الأستاذ أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن إبراهيم | الجعبري الخليلي ، فإنه كان يكتب ذلك بخطه وسئل عنه فقال : نسبة إلى طريق السلف | سلفيا ، بضم المهملة ، وسلفيا بكسرها أيضا ، لكن مع سكون اللام ، وقاف بدل الفاء | كما بين ، ولا بأس بنبذة من أخبار الناظم ، فأقول : | هو العلامة شيخ القراء قاضى القضاء شمس الدين أبو الخير محمد بن محمد بن محمد بن علي | بن يوسف العمرى الدمشقي ثم الشيرازي الشافعي ، عرف بابن الجزرى . كان أبوه تاجرا ، | ومكث أربعين سنة لم يرزق ولدا ، وحج وشرب من ماء زمزم ، وسأل الله أن يرزقه ولدا | عالما ؛ فولد له الناظم بعد صلاة التراويح من ليلة السبت خامس عشر شهر رمضان ، سنة | إحدى وخمسين وسبعمائة بدمشق ، ونشأ بها ؛ فسمع من أصحاب الفخر ابن البخاري ، | وارتحل إلى مصر ودخل إسكندرية ، وبعلبك واليمن وغيرها [ / 5 ] حتى وصل إلى بلاد | العجم والروم ، وسمرقند ، وشيراز ، واعتنى بالحديث وكتب الطباق بالقراءة وفاق فيها ، | وولى مشيخة الصلاحية ببيت المقدس وقتا ، والتوقيع بدمشق ثم القضاء ؛ لكنه عزل قبل | وصوله إليها ، وكذا ولى القضاء بشيراز ، وبنى بكل منهما للقراء مدرسة ونشر علما | وانتفع به فى الآفاق ، خصوصا شيراز ، والروم فى القراءات والحديث ، وسارت تصانيفه | تقدم عند الملوك وجاور بكل من الحرمين ، وأخذ عنه أهلهما ، وقدم بآخره القاهرة | فازدحم الناس أيضا عليه . وأخذ عنه الأعيان ، وفى أصحابنا الآن فمن فوقهم غير واحد | ممن أخذ عنه ، ولما دخل شيخنا اليمن حدث عنه بكتابه ' الحصن الحصين ' لتنافسهم | فى تحصيله واغتباطهم به حتى انهم ربما رووا كتابه ' العدة ' بخمس وسائط إليه ، ووصفه | شيخنا بالحفظ ، وأشار إلى أنه لم يكن له فى الفقه بديل ، فنه الذي مهر فيه القراءات ، مع | عمل فى الحديث ونظم يسير وخط دقيق مع التقدم فى السن ، قال : وكان مثريا وشكلا | حسنا فصيحا بليغا . انتهت إليه رئاسة علم [ / 6 ] القراءات فى الممالك ، انتهى . | ومن تصانيفه : ' النشر فى القراءات العشر ' ، و ' طيبة النشر فى القراءات العشر ' و ' |