ويرفع المقام في كل موسم إلى البيت فإذا رد جعل عليه صندوق خشب له باب يفتح أوقات الصلاة فإذا سلم الإمام استلمه ثم أغلق الباب وفيه أثر إبراهيم عليه السلام مخالفة وهو أسود وأكبر من الحجر وقد فرش الطواف بالرمل والمسجد بالحصى وأدير على صحنه أروقة ثلاثة على أعمدة رخام حملها المهدي من الإسكندرية في البحر إلى جدة والمسجد من بنائه قد ألبست حيطان الأروقة من الظاهر بالفسيفساء حمل إليها صناع الشام ومصر ألا ترى أسماءهم عليه .
وسمعت بعض مشايخ القيروان يقول حج المنصور فرأى صغر المسجد الحرام وشعثه وقلة معرفتهم بحرمته ورأى الأعرابي يطوف بالبيت على بعيره وبجاويه فساءه ذلك وعزم على شراء ما حوله من الدور وزيادتها فيه وتفخيمه وتجصيصه فجمع أصحابها ورغبهم في الأموال الجمة فتأبوا عن بيعها وضنوا بجوار