كثرة المراكب الراسية والسائرة فقال لي رجل منهم من اين أنت قلت من بيت المقدس قال بلد كبير أعلمك يا سيدي أعزك الله أن على هذا الساحل وما قد أقلع منه الى البلدان والقرى من المراكب ما لو ذهبت الى بلدك لحملت أهلها وآلاتها وحجارتها وخشبها حتى يقال كان ههنا مدينة وسمعتهم يذكرون أنه يصلي قدام الامام يوم الجمعة نحو عشرة آلاف رجل فلم أصدق حتى خرجت مع المتسرعة الى سوق الطير فرأيت الامر قريبا مما قالوا وأبطيت يوما عن السعي الى الجمعة فلقيت الصفوف في الاسواق على أكثر من ألف ذراع من الجامع ورأيت القياسير والمساجد والدكاكين حوله مملوءة من كل جانب من المصلين .
وهذا الجامع يسمى السفلاني من عمل عمرو ابن العاص وفيه منبره حسن البناء في حيطانه شيء من الفسيفس على أعمدة رخام أكبر من جامع دمشق والازدحام فيه أكثر من الجوامع الست قد التفت عليه