وحمل منها الى الجامع بكرة الثلاثاء وصلي عليه ودفن بتربته خارج باب الجابيه وحضر الجنازة نائب السلطنة والامراء والقضاة وجمع كثير وكان اكبر الامراء بدمشق لا يتقدمه احد وطال عمره في الامرة والحشمة والتقدم وكان مشهورا بالصدقة وله بر ظاهر معروف مشهور انتهى وقال الحافظ عماد الدين بن كثير رحمه الله تعالى الامير الكبير راس ميمنة الشام سيف الدين بهادرآص ابن عبد الله المنصوري الناصري اكبر امراء دمشق وممن طال عمره في الروة والحشمة وهو من اجتمعت به الآية الكريمة وهي قوله تعالى ! < زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين > ! الآية وكان محببا الى العامة وله بر وصدقة واحسان توفي ليلة الثلاثاء تاسع عشر صفر بداره داخل باب توما المشهورة وحضر نائب السلطنة تنكز والامراء جنازته ودفن بتربته خارج باب الجابية وهي مشهورة ايضا انتهى وقال الصفدي رحمه الله تعالى في كتابه الوافي بالوفيات في حرف الباء الموحدة بهادراص الامير الكبير سيف الدين اكبر امراء دمشق كان من المنصورية وكان هو القائم بامر السلطنة اي السلطان الملك الناصر لما كان في الكرك تجئ اليه رسله في الباطن وتنزل عنده وهو الذي يفرق الكتب وياخذ اجوبتها ويحلف الناس في الباطن الى ان استتبت له الامور وكان اخر من يبوس الارض ويد السلطان بالشام وكان ذا زخرف عظيم وعدة كاملة وسلاح هائل وتوجه الى صفد نائبا سنة احدى عشرة وسبعمائة كما قاله الذهبي في ذيله واقام بها مدة تقارب سنة ونصف ثم عاد الى دمشق على حاله وجاء صفد بعده الامير سيف الدين قطلوبغا الكبير ثم عزل بالامير سيف الدين بلبان طرناه المتقدم ذكره ولما كان مع الامير سيف الدين تنكز على ملطية اشار بشيء فيه خلافة فقال بهادارص كما نحن بالصبية فحقدها وكتب عليها الى السلطان يقبض عليه واقام في الاعتقال مدة سنة ونصف ثم افرج عنه واعيد الى مكانه واقطاعه ولم يزل كذلك الى ان توفي سنة ثلاثين وسبعمائة فيما اظن زدفن في تربته خارج باب الجابيه وخلف خمسة اولاد ذكور الامير ناصر الدين محمد والامير علاء علي والامير تقي الدين ابا بكر فلحقه الامير زين الدين عمر وكان احسنهم