جنازته ودفن على والده بمقبرة الصوفية واستقر عوضه في تدريس الشامية البرانية قاضي القضاة بعدما وزن خمسمائة دينار على ما قيل واستقر ولداه في بقية وظائفه مع أنهما ليسا بنجيبين بل أحدهما قد أيس من فلاحه فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
وقال الشيخ تقي الدين في ذيله في صفر سنة أربع وعشرين وفي يوم الخميس تاسع عشريه حضر قاضي القضاة الإمام العالم نجم الدين بن حجي تدريس الشامية البرانية وعليه خلعة خلعها عليه النائب وحضر النائب والأمراء والقضاة والفقهاء من الشافعية وغيرهم وجلس النائب على يساره وجلس القضاة الثلاثة على يمينه ودرس في قوله تعالى ! < إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها > ! إشارة إلى أنه أهل لذلك وقال في الخطبة عند ذكر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم والنبوة فلم تكن تصلح إلا له ولم يكن يصلح إلا لها انتهى وقد تقدمت ترجمه قاضي القضاة المذكور في المدرسة الركنية ثم قال في شوال منها وممن حج في هذه السنه قاضي القضاه الشافعي واستخلف القاضي السيد شهاب الدين ابن نقيب الأشراف وجعل الشيخ شمس الدين البرماوي نائبه في الخطابة والمدارس المتعلقة به غير مدارس القضاة وهي الشاميتان والظاهرية الجوانية إلى أن قال وفي يوم الأحد تاسع عشرية حضر الشيخ شمس الدين البرماوي المدرس بالشاميتين نيابة عن قاضي القضاة ثم حضر الظاهرية في الشهر الآتي انتهى ثم قال في شهر ربيع الأول سنة خمس وعشرين وفي يوم الأربعاء ثالثة درس قاضي القضاة الشافعي بالشامية البرانية وهو أول من درس بها في أول النهار يوم الأحد وكان في المده الماضية يحضر بها يوم الخميس العصر وأخذ في الكلام على أول كتاب النكاح من مختصر المزني وفي هذا اليوم ابتدأ الناس بالدروس انتهى ثم قال في شهر ربيع الأول سنة سبع وعشرين وفي يوم الأحد شرعنا في حضور الدرس وكان القاضي نجم الدين بن حجي ضعيفا فباشر عنه تدريس الشامية