بكرة ويوم الثلاثاء ويستحضر عنده في أبواب العادلية جميع شهود أهل البلد ومن كان له كتاب يثبته حضر واستدعى شهوده فأدوا على الحاكم ويثبت ذلك سريعا وكان يجلس كل يوم جمعة بعد العصر في الشباك الكمالي بمشهد عثمان فيحكم حتى يصلي المغرب وربما مكث حتى يصلي العشاء أيضا وكان كثير المذاكرة للعلم كثير الاشتغال حسن الطريقة لم ينقم عليه أنه أخذ شيئا لأحد وإنما ينقم عليه أنه استناب ولده محمدا التاج ولم يكن مرضي الطريقة وأما هو فكان عفيفا في نفسه نزها مهيبا ودرس بالعمادية توفي في شهر ربيع الأول سنة ثلاث وعشرين وستمائة ودفن بقاعته بداره بقرب القليجية الحنفية في رأس درب الريحان من ناحية الجامع قبلي الخضراء ولتربته شباك شرقي المدرسة الصدرية الحنبلية التي بجانبها الغربي وقد قال فيه ابن عنين وكان هجاه % ما قصر المصري في فعله % إذ جعل التربة في داره % % أراح الأحياء من ريحه % وأبعد الأموات من ناره % $ .
وتولى القضاء بعد شمس الدين احمد بن الخليل الخويي انتهى ملخصا ثم درس بها رفيع الدين الجيلي وهو القاضي الرفيع أبو حامد عبد العزيز ابن عبد الواحد بن إسماعيل بن عبد الهادي بن محمد بن حامد الجيلي الشافعي أخذ قضاة الجور وولاه الصالح إسماعيل قضاء دمشق سنة ثمان وثلاثين بعد شمس الدين الخويي مع تدريس الغزالية وكان قاضيا ببعلبك فأحضره إلى دمشق الوزير أمين الدولة غزال الذي كان سامريا فأسلم ووزر للصالح إسماعيل واتفق هو وهذا القاضي وفي أخر الأمر كان سببا في قتله قال الذهبي في تاريخ الإسلام كان فقيها فاضلا مناظرا متكلما متفلسفا رديء العقيدة مغترا وقال في عبره في سنة اثنتين وأربعين وستمائة وكان بارعا في المعقولات رقيق الديانة قبض عليه في أواخر سنة إحدى وأربعين ثم بعث من ورائه من رماه في هوة بأرض البقاع نسأل الله الستر وقال أبو