الخباز وابن الزراد قال الذهبي وكان من كبار الأئمة وشيوخ العلم مع التواضع والديانة وحسن السمت والتجمل وولي مشيخة الأشرفية بعد أبن الصلاح فباشرها إلى أن توفي بدار الخطابة في تاسع عشرين جمادى الأولى سنة اثنتين وستين وستمائة وصلي عليه بجامع دمشق ودفن عند أبيه بسفح قاسيون ثم ولي دار الحديث بعده شهاب الدين أبو شامة كما قاله الذهبي في العبر وقال تلميذه أبن كثير في سنة اثنتين وستين وستمائة وفي جمادى الآخرة منها درس الشيخ شهاب الدين أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل المقدسي بدار الحديث الأشرفية بعد وفاة القاضي عماد الدين بن الحرستاني الخزرجي وحضر عنده القاضي شمس الدين أبن خلكان وجماعة من الفضلاء والأعيان وذكر خطبة كتاب المبعث وأورد الحديث بسنده ومتنه وذكر فوائد كثيرة مستحسنة ويقال أنه لم يراجع شيئا حتى أورد درسه ومثله لايستكثر عليه ذلك انتهى قلت وأبو شامة هذا هو الشيخ الإمام العلامة المجتهد ذو الفنون المتنوعة شهاب الدين القاسم عبد الرحمن بن العماد بن إسماعيل بن إبراهيم بن عثمان المقدسي ثم الدمشقي الشافعي الفقيه المقريء النحوي المؤرخ صاحب التصانيف المعروف بأبي شامة لشامة كبيرة فوق حاجبه الأيسر ولد بدمشق في أحد الربيعين سنة تسع وتسعين بتقديم التاء فيهما وخمسمائة وختم القرآن وله دون عشر سنين واتقن فن القراءة على الشيخ السخاوي وله ست عشرة سنة وسمع الكثير من الشيخ الموفق وعبد الجليل بن مندويه وطائفة قال الذهبي وكتب الكثير من العلوم وأتقن الفقه ودرس وافتى وبرع في فن العربية وذكر أنه حصل له الشيب وهو ابن خمس وعشرين سنة وولي مشيخة القراءة بالتربة الاشرفية ومشيخة الحديث بالدار وكان مع كثرة فضائلة متواضعا مطرحا