@ 115 @ .
قال إنه إذا كان نصف الليل خرج علينا من هذا الشعب واضعا يده على أم رأسه يبكي وينادي يا ليتك قبضت روحي في الأرواح وجسدي في الأجساد ولا تجردني لفصل القضاء فقال عمر إياه نريد .
قال فانطلق بهما ذفافة حتى إذا كان في بعض الليل خرج عليهم وهو ينادي يا ليتك قبضت روحي في الأرواح وجسدي في الأجساد فعدا عليه عمر فأخذه فلما سمع حسه قال الأمان الأمان متى الخلاص من النار .
قال له أنا عمر بن الخطاب فقال له ثعلبة أعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذنبي قال لا علم لي إلا أنه ذكرك بالأمس فينا وأرسلني إليك فقال يا عمر لا تدخلني عليه إلا وهو يصلي أو بلال يقول قد قامت الصلاة قال أفعل .
قال فلما أتى به عمر المدينة وافى به المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فلما سمع قراءة رسول الله خر مغشيا عليه فدخل عمر وسلمان في الصلاة وهو صريع فلما سلم رسول الله قال يا عمر ويا سلمان ما فعل ثعلبة ابن عبد الرحمن قالا هو ذا يا رسول الله فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فحركه ونبهه ثم قال ما الذي غيبك عني قال ذنبي .
قال أفلا أعلمك آية تمحو الذنوب والخطايا قال بلى يا رسول الله قال قل اللهم ! < آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار > ! ( البقرة 201 ) قال إن ذنبي أعظم من ذاك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( بل كلام الله تعالى أعظم ) .
وأمره بالانصراف إلى منزله فانصرف ومرض ثلاثة أيام وأتى سلمان رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن ثعلبة مرض لما به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( قوموا بنا إليه ) فدخل رسول الله فأخذ برأسه فوضعه في حجره فأزال رأسه عن