والتوحيد والاقرار بنبيه صلى الله عليه وسلم وإيمان صادق وتوكل واثق قلت هل لك فى مرافقتي قال الرفيق يشغل عن الله عز وجل ولا أحب أن أرفق أحدا فأشتغل به عنه طرفه عين فيقطعني عن بعض ما أنا عليه قلت أما تستوحش فى هذه البرية وحدك لو كنت قال إن الانس بالله عز وجل قطع عنى كل وحشه حتى بين السباع ماخفتها ولا استوحشت منها قلت فمن أين تأكل فقال الذى غذانى فى ظلم الاحشاء والارحام صغيرا قد تكفل برزقي كبيرا قلت ففى أى وقت تجيئك الاسباب قال لى حد معلوم ووقت مفهوم إذا احتجت إلى الطعام أصبته فى أى موضع كنت وقد علم ما يصلحنى وهو غير غافل عنى قلت ألك حاجه قال نعم قلت وما هى قال إن رأيتنى فلا تكلمنى ولا تعلم أحدا أنك تعرفنى قلت لك ذلك فهل حاجه غيرها قال نعم قلت وما هى قال إن استطعت أن لا تنسانى فى دعائك عند الشدائد إذا نزلت بك فافعل قلت كيف يدعو مثلى لمثلك وأنت أفضل منى خوفا وتوكلا قال لا تقل هذا إنك قد صليت لله عز وجل وصمت قبلى ولك حق الاسلام ومعرفة الايمان قلت فإن لى أيضا حاجة قال وما هى قلت ادع الله لى فقال حجب الله طرفك عن كل معصية وألهم قلبك الفكر فيما يرضيه حتى لا يكون لك هم إلا هو قلت يا حبيبى متى ألقاك وأين أطلبك فقال أما فى الدنيا فلا تحدث نفسك بلقائى فيها وأما الآخرة فإنها مجمع المتقين فإياك أن تخالف الله فيما وندبك إليه وأن كنت تبتغى لقائى فاطلبني