ثلاثة أيام رجاء الزيادة و بكيت فقال أحبب مولاك ولا ترد بحبه بدلا فالمحبون لله تعالى هم تيجان العباد و علم الزهاد وهم اصفياء الله وأحباؤه .
ثم صرخ صرخة فحركته فإذا هو قد فارق الدنيا فما كان إلا هنية وإذا بجماعة من العباد منحدرين من الجبل حتى واروه تحت التراب فسألت ما اسم هذا الشيخ قالوا شيبان المصاب قال سالم فسألت أهل الشام عنه فقالوا كان مجنونا خرج من أذى الصبيان قلت تعرفون من كلامه شيئا قالوا نعم كلمة واحدة كان يغني بها إذا ضجر إذا بك لم أجن يا حبيبي فبمن قال سالم فقلت عمى والله عليكم .
877 عباس المجنون .
عن ابن المبارك قال صعدت جبل لبنان فإذا برجل عليه جبة صوف مفتقة الأكمام عليها مكتوب لاتباع ولا تشترى قد ائتزر بمئزر الخشوع واتشح برداء القنوع فلما رآني اختفى وراء شجرة فناشدته بالله فظهر فقلت إنكم معاشر العباد تصبرون على الوحدة و تقاسون هذه القفار الموحشة فضحك ووضع كمه على رأسه وأنشأ يقول .
يا حبيب القلوب من لي سواكا % ارحم اليوم مذنبا قد أتاكا .
أنت سؤلي ومنيتي وسروري % قد أبى القلب أن يحب سواكا .
ليس سؤلي من الجنان نعيم % غير أني أريدها لأراكا .
قال ثم غاب عني فتعاهدت ذلك الموضع سنة لأفع عليه فلم