ومن عقلاء المجانين بمصر .
849 رجل من اصحاب ذى النون .
أبو الحسن الفارسى قال بلغنا أن رجلا من اصحاب ذى النون أصيب بعقله فكان يطوف ويقول آه أين قلبى أين قلبى من وجد قلبى من وجد قلبى والصبيان قد أولعوا به يرمونه من كل جانب .
فقضي أنه دخل يوما بعض سكك مصر وقد هرب من الصبيان فجلس يستريح ساعة إذ سمع بكاء صبي تضربه والدته ثم اخرجته من الدار وأغلقت دونه الباب فجعل الصبي يلتفت يمينا و شمالا لا يدري أين يذهب وإلى أين يقصد فلما سكن ما به عاد ناكصا على عقبيه حتى رجع إلى باب دار والدته فوضع رأسه على عتبة الدار فذهب به النوم ثم انتبه فجعل يبكي ويقول ياأماه من يفتح لي الباب إذا أغلقت عني بابك ومن يدنيني من نفسه إذا طردتني من نفسك ومن الذي يربيني بعد أن غضبت علي .
قال فرحمته أمه فقامت فنظرت من خلل الباب فوجدت ولدها تجري الدموع على خديه متمعكا في التراب ففتحت الباب وأخذته حتى وضعته في حجرها و جعلت تقبله و تقول يا قرة عيني و ياعزيز نفسي أنت الذي حملتني على نفسك وأنت الذي تعرضت لما حل بك لو كنت أطعتني لم تلق مني مكروها