أنت عطشان فقلت لا فمشى ساعة و قد كظني العطش ثم التفت إلي فقال أنت عطشان فقلت نعم وما تقدر أن تعمل في مثل هذا الموضع فأخذ الركوة مني ودخل البحر وغرف الماء وجاءني به وقال اشرب فشربت ماء أعذب من ماء النيل وأصفى لونا وفيه حشيش فقلت في نفسي هذا ولي الله و لكني أدعه حتى إذا وافينا المنزل سألته الصحبة فوقف و قال أيما أحب إليك تمشي أو أمشي فقلت إن تقدم فاتني ولكن أتقدم أنا وأجلس في بعض المواضع فإذا جاء سألته الصحبة فقال يا أبا بكر إن شئت تقدم وأجلس وإن شئت تأخر فإنك لا تصحبني ومضى وتركني فدخلت المنزل وكان لي به صديق وعندهم عليل فقلت لهم رشوا عليه من هذا الماء فرشوا عليه فبرأ وسألتهم عن الشخص فقالوا ما رأيناه .
848 عابد آخر .
عبد العزيز بن عمير قال كان في خرابات القبائل بمصر رجل مجذوم و كان شاب من أهل مصر يختلف إليه و يتعاهده و يغسل خرقه ويخدمه فتقرأ فتى من أهل مصر فقال للذي كان يخدمه إنه بلغني أنه يعرف اسم الله الأعظم فأنا أحب أن أجيء معك إليه فأتاه فسلم عليه وقال يا عم إنه بلغني أنك تعرف اسم الله الأعظم فلو سألته أن يكشف مابك فقال يا بن أخي هو الذي أبلاني فأنا أكره أن أراده