المركب كيسا فيه مال فأمر بحبس المركب وفتش من فيه وأتعبهم فلما وصلوا إلى الشاب ليفتش وثب وثبة من المركب حتى جلس على موج من أمواج البحر وقام له الموج سرير على مثال و هو جالس عليه ننطر إليه من المركب ثم قال يا مولاي إن هؤلاء اتهموني وإني أقسم يا حبيب قلبي أن تأمر كل دابة في هذا المكان أن تخرج رؤوسها و في أفواهها جوهر قال ذو النون فما أتم كلامه حتى رأينا دواب البحر أمام المركب و حواليه قد أخرجت رؤوسها وفي فم كل واحدة منها جوهر مضيء يتلألأ و يلمع ثم وثب الشاب من الموج إلى البحر وجعل يتبختر على متن الماء و يقول إياك نعبد و إياك نستعين حتى غاب عن عيني .
845 عابد آخر .
حكيم من الحكماء قال مررت بعريش مصر وأنا أريد الرباط فإذا أنا برجل في مظلة قد ذهبت عيناه و يداه و رجلاه وبه أنواع البلاء و هو يقول الحمد لله حمدا يوافي محامد خلقك بما أنعمت علي وفضلتني على كثير ممن خلقت تفضيلا فقلت لأنظرن أشيء علمه أم ألهمه الله إلهاما فقلت على أي نعمة من نعمه تحمده أم على أي فضيلة تشكره فوالله ماأرى شيئا من البلاء إلا وهو بك فقال ألا ترى ما قد صنع بي فوالله لو أرسل السماء علي نارا فأحرقتني وأمر