فتى من أبناء نيف و عشرين سنة قد ألبس ثوبا من الهيبة فكنت أحب أكلمه فلم أستطع فبينا نراه مصليا نراه قارئا ونراه مسبحا إلى أن رقد ذات يوم ووقعت في المركب تهمة فجعل الناس يفتش بعضهمبعضهم بعضا إلى أن بلغوا إلى الفتى النائم فقال صاحب الصرة لم يكن أحد أقرب إلي من هذا الفتى النائم فلما سمعت ذلك قمت فأيقظته فما كلمني حتى توضأ للصلاة وصلى أربع ركعات ثم قال يا فتى ما نشاء فقلت إن تهمة وقعت في المركب وإن الناس لم يزل يفتش بعضهم بعضا حتى بلغوا إليك فالتفت إلى صاحب الصرة فقال أكما يقول فقال نعم لم يكن أحد أقرب إلى منك فرفع الفتى يديه يدعو وخفت على أهل المركب من دعائه فخيل إلينا أن كل حوت في البحر قد خرجت في فم كل حوت درة فقام الفتى إلى جوهرة في في حوت فأخذها فألقاها إلى صاحب الصرة و قال في هذه عوض مما ذهب منك وأنت في حل .
وقد رويت لنا هذه الحكاية على وجه آخر .
يوسف بن الحسين قال لما استأنست بذي النون المصري قلت أيها الشيخ ما كان بدو شأنك وما أنت فيه قال كنت شابا صاحب لهو ولعب ثم إني تبت وتركت ذلك كله و خرجت حاجا إلى بيت الله الحرام ومعي بضيعة فركبت في المركب مع تجار من مصر وركب معنا شاب صبيح كأنه يشرق وجهه فلما توسطنا فقد صاحب