كنت أعطيت أحدا من المحبين لك ما سكنت به قلوبهم قبل لقائك فأعطني ذلك فلقد أضر بي القلق قال إبراهيم فرأيت الله تعالى في النوم فوقفني بين يديه و قال لي يا إبراهيم ما استحييت مني تسألني أن أعطيك ما تسكن به قلبك قبل لقائي و هل يسكن قلب المشتاق إلى غير حبيبة أم هل يستريح المحب إلى غير من أشتاق إليه فقلت يا رب تهت في حبك فلم أدر ما أقول .
اقتصرنا من أخبار إبراهيم على هذا القدر لأنا قد وضعنا كتابا جمعنا فيه أخباره فكرهنا الإعادة في التصانيف .
و قد روى إبراهيم عن جماعة من التابعين كأبي إسحاق السبيعي و أبي حازم و قتادة و مالك بن دينار وأبان و الأعمش و غيرهم و قد روي عن خلق من تابعي التابعين إلاأنه شافه بعض من روى عنه وارسل الرواية عن بعض و توفي بالجزيرة فحمل إلى صور فدفن هنالك .
702 داود البلخي .
لبث معأمه أربعين شهرا .
إبراهيم بن أدهم قال لقيت أسلم بن زيد الجهني فقلت له إني صحبت رجلا من الكوفة إلى مكة فرأيته إذا مشى يصلي ركعتين ثم يتكلم بكلام خفي بينه و بين نفسه فإذا جفنة من ثريد عن يمينه وكوز ماء و كان يأكل و يطعمني فبكي و قال يا بني ذاك أخي داود ومسكنه من قرى بلخ بقرية يقال لها المازرة الطيبة و إنها تفاخر البقاع بكينونة داود فيها يا غلام ما قال لك و ما علمك قلت علمني إسم الله الأعظم قال و ما هو قلت إنه يتعاظم علي أن أنطق به فإنني سألت به مرة فإذا برجل آخذ بحجزتي فقال سل