.
ابن وهب وغيره يزيد بعضهم على بعض في الحديث أن عامر إبن عبد قيس كان من أفضل العابدين ففرض على نفسه كل يوم ألف ركعة يقوم عند طلوع الشمس فلا يزال قائما إلى العصر ثم ينصرف وقد انتفخت ساقاه وقدماه فيقول يا نفس إنما خلقت للعبادة يا أمارة بالسوء والله لأعملن بك عملا لا يأخذ الفراش منك نصيبا .
قال وهبط واديا يقال له وادي السباع وفي الوادي عابد حبشي يقال له حممة فانفرد عامر في ناحية وحممة في ناحية يصليان لا هذا ينصرف إلى هذا ولا هذا ينصرف إلى هذا أربعين يوما وأربعين ليلة إذا جاء وقت الفريضة صليا ثم أقبلا يتطوعان ثم انصرف عامر بعد أربعين يوما إلى حممة فقال من أنت يرحمك الله فقال دعني وهمي قال أقسمت عليك قال أنا حممة قال عامر لئن كنت أنت حممه الذي ذكر لي لأنت أعبد من في الأرض فأخبرني عن أفضل خصلة قال إني لمقصر ولولا مواقيت الصلاة تقطع علي القيام والسجود لأحببت أن أجعل عمري راكعا ووجهي مفترشا حتى ألقاه ولكن الفرائض لا تدعني أفعل ذلك فمن أنت يرحمك الله قال أنا عامر بن عبد قيس قال إن كنت عامرا الذي ذكر لي فأنت أعبد الناس فأخبرني بأفضل خصلة قال إني لمقصر ولكن واحدة عظمت هيبة الله صدري حتى ما أهاب شيئا غيره