فوالله ما فينا أحمق ولا أجن ولا أحوج منه فبكى عمر ثم قال بك لابه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينول يدخل الجنة بشفاعته مثل ربيعة ومضر .
قال هرم بن حيان فلما بلغني ذلك قدمت الكوفة فلم يكن لي هم إلا طلبه حتى سقطت عليه جالسا على شاطىء الفرات نصف النهار يتوضأ فعرفته بالنعت الذي نعت لي فإذا رجل نحيل آدم شديد الأدمة أشعث محلوق الرأس مهيب المنظر فسلمت عليه فرد علي ونظر إلي ومددت يدي لأصافحه فأبى أن يصافحني فقلت رحمك الله يا أويس وغفر لك كيف أنت وخنقتني العبرة من حبى إياه ورقتي عليه لما رأيت من حاله حتى بكيت وبكى .
قال وأنت فحياك الله يا هرم بن حيان كيف أنت يا أخي من دلك علي قلت الله قال لا إله إلا الله ! < سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا > ! فقلت ومن أين عرفت إسمى وإسم أبي وما رأيتك قبل اليوم ولا رأيتني قال نبأني العليم الخبير عرفت روحي روحك حين كلمت نفسي نفسك إن المؤمنين يعرف بعضهم بعضا ويتحابون بروح الله عز وجل وإن لم يلتقوا إن نأت بهم الدار وتفرقت بهم المنازل