إن بين يدي ويديك عقبة كؤودا لا يجاوزها إلا ضامر مخف مهزول فأخفف رحمك الله .
فلما سمع عمر ذلك ضرب بدرته الأرض ثم نادى بأعلى صوته ألا ليت عمر لم تلده أمه ياليتها كانت عاقرا لم تعالج حملها ألا من يأخذها بما فيها ولها ثم قال يا أمير المؤمنين خذ أنت هاهنا حتى آخذ أنا هاهنا فولى عمر ناحية مكة وساق أويس إبله فوافى القوم بإبلهم وخلى عن الرعاية وأقبل على العبادة حتى لحق بالله عز وجل .
عن علقمة بن مرثد قال انتهى الزهد إلى ثمانية منهم أويس القرني ظن أهله أنه مجنون فبنوا له بيتا على باب دارهم فكانت تأتى عليه السنة والسنون لا يرون له وجها وكان طعامه مما يلتقط من النوى فإذا أمسى باعه لإفطاره فإن اصاب حشفة حبسها لإفطاره .
فلما ولى عمر بن الخطاب قال بالموسم أيها الناس قوموا فقاموا فقال اجلسوا إلا من كان من اليمين فجلسوا فقال اجلسوا إلا من كان من مراد فجلسوا فقال اجلسوا إلا من كان من قرن فجلسوا إلا رجلا وكان عم أويس القرنى فقال له عمر أقرنى أنت قال نعم قال أتعرف أويسا قال وما تسأل عن ذلك يا أمير المؤمنين