وقدوة الخلق وهو نبينا صلى الله عليه وسلم فإنه المتبع طريقه المقتدى بحاله .
والثاني أنه ترك ذكر خلق كثير قد نقل عنهم من التعبد والاجتهاد الكبير ولا يجوز أن يحمل ذلك منه على أنه قصد المشتهرين بالذكر دون غيرهم فإنه قد ذكر خلقا لم يعرفوا بالزهد ولم ينقل عنهم شيء وربما ذكر الرجل فأسند عنه أبيات شعر فحسب ففعله يدل على أنه أراد الاستقصاء وتقصيره في ذلك ظاهر .
والثالث أنه لم يذكر من عوابد النساء إلا عددا قليلا ومعلوم أن ذكر العابدات مع قصور الأنوثية يوثب المقصر من الذكور فقد كان سفيان الثوري ينتفع برابعة ويتأدب بكلامها الدافع الى تأليف صفة الصفوة .
وقد حداني جدك أيها المريد في طلب أخبار الصالحين وأحوالهم أن أجمع لك كتابا يغنيك عنه