فالتفت الجنيد إلى بن زيري فقال قد سمعت فمضى إبن زيري فغاب ساعة ثم عاد ومعه ما أراد فقال الجنيد لأبي حفص قد حضر ما ذكرت فقال يا أخي قد أخببت أن أوثر به أتساعدني فقال له أحب ما تحب فقال الجنيد لابن زيري قد سمعت فأنفذه إلى مستحق فأقبل إبن زيري إلى الحمال فقال .
أمش بين يدي وحيث أعييت فقف فمشى الحمال ساعة ووقف بين دارين فدق إبن زيري أقرب الدارين إلى الحمال فإذا نداء من داخل الدار أدخل إن كان معك كذا كذا وإلا فلا وعين على ما كان مع الحمال قال ففتحت الباب فإذا شيخ قاعد وخيش مرسل على باب فوضعت ما كان مع الحمال بين يدي الشيخ وصرفت الحمال وقعدت .
فقال لي وراء هذا الخيش صبيان وبنات يحتاجون إلى هذا الطعام فقلت له لا إنصرف أو تخبرني بالحال فقال هؤلاء الصبيان يسألوني هذا الطعام منذ مدة ولم تسامح نفسي أن أسأل الله تعالى فوجدت البارحة مسامحة أن أسأل فجعلت علامة إجابة الله إياي وجود المسامحة من السؤال فلما دققت الباب علمت ما معك