.
346 عابد آخر .
قال إبراهيم الآجري الكبير كنت يوما قاعدا على باب المسجد في يوم شات إذ مر بي رجل عليه خرقتان فظننت أنه من هؤلاء الذين يسألون فقلت في نفسي لو عمل هذا بيده كان خيرا له قال ومضى الرجل .
فلما كان الليل أتاني ملكان فأخذا بضبعي ثم أدخلاني المسجد الذي كنت على بابه قاعدا فإذا رجل نائم عليه خرقتان فكشف لي عن وجهه فإذا هو الذي مر بي فقالا لي كل لحمه فقلت ما أغتبته قالا لي بلى حدثت نفسك بغيبته ومثلك لا يرضى منه بمثل هذا .
قال فأنتبهت فزعا فمكثت ثلاثين يوما أقعد على باب المسجد لا أقوم إلا لفرض أنتظر أن يمر بي فأستحله .
فلما كان بعد الثلاثين مر بي على حاله والخرقتان عليه فوثبت إليه فغمز وغمزت خلفه فلما خفت أن يفوتني قلت يا هذا قف أكلمك قال فالتفت إلى ثم قال يا إبراهيم وأنت أيضا ممن يغتاب المؤمنين بقلبه قال فسقطت مغشيا علي قال فأفقت وهو عند رأسي فقال أتعود قلت لا ثم غاب عن عيني فلم أره بعد ذلك