فتعلق بأستاره ثم قال اللهم بك أعوذ وبك ألوذ اللهم إجعل لي في اللهف إلى جودك والرضا بضمانك مندوحة عن منع الباخلين وغنى عما في أيدي المستأثرين اللهم فرجك القريب القريب ومعروفك القديم وعادتك الحسنة .
ثم ذهب في الناس فرأيته عشية عرفة وهو يقول اللهم إن كنت لم تقبل حجي وتعبي ونصبي فلا تحرمني الأجر على مصيبتي بتركك القبول مني ثم ذهب في الناس فرأيته غداة جمع يقول واسوأتاه والله منك وإن عفوت يردد ذلك .
249 عابد آخر .
موسى بن علي الأخميمي قال قال ذو النون وصف لي رجل باليمن قد برز على الخائفين وسما على المجتهدين وذكر لي باللب والحكمة فخرجت حاجا فلما قضيت نسكي مضيت إليه لأسمع من كلامه وأنتفع بموعظته أنا وناس كانوا معي يطلبون منه مثل ما أطلب .
وكان معنا شاب عليه سيماء الصالحين ومنظر الخائفين كان مصفار الوجه من غير مرض أعمش العينين من غير عمش ناحل الجسم من غير سقم يحب الخلوة ويأنس بالوحدة تراه أبدا كأنه قريب العهد بالمصيبة فخرج إلينا فجلسنا إليه فبدأ الشاب بالسلام عليه وصافحه