وله اليد الطولى فيما يؤلفه ويخرجه مع العبارة الحسنة وصوغ الكلام بعضه إلى بعض دخل اليمن مرارا فحصل له الحظ الوافر عند ملكها الناصر أحمد ومدحه بقصائد فائقة فأجازه بجوائز سنية وكان في كل عام يتردد إليه حتى أنه عزم على الإقامة به رحلت أنا وهو في سنة ست عشرة إليه لنسمع على القاضي مجد الدين الفيروزآبادي مشيخة خرجها له فلم يتيسر له قراءتها واجتهدت أنا حتى قرأت عليه ما فيها من الأحاديث جميعها والآثار والشعر من غير كلام مخرجها من المسودة وألبسني خرقة التصوف وحرصت على تحصيل نسخة من المشيخة فلم يتيسر لي ذلك غير أني كتبت أحاديث من أولها ولم أظفر بالمشيخة بعد موته لأنه قال احتمل جملة كتبه إلى زبيد فلما عزم على الحج تركها عند زوجته فمات بمكة بعد قضاء نسكه واستولت الزوجة على الكتب وكان استعار مني عدة كتب فلولا حسن نيتي ما جمعها الله تعالى علي وذهبت سائر كتبه شذرمدر وذهب جميع ما جمعه وألفه وأتعب نفسه عليه لم ينتفع به فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وخرج لجماعة من مشايخه من ذلك العلامة زين الدين أبو بكر بن الحسين الأموي مشيخة سمعتها عليه بقراءته وكتبت منها نسخة وأربعين حديثا منها عشرون موافقات وعشرون أبدال لجماعة من المشايخ سمعتها على بعضهم وتراجم لجماعة من شيوخنا أجاد فيها عندي من ذلك نسخ