@ 266 @ يطالع فيها ومن رواة أخباره تلميذه أمير المؤمنين المتوكل على الله إسماعيل بن الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد فإنه الذي تولى تهذيبه وكان مولعاً به ويخصصه بمزايا حتى إنه كان لا يقبل في مجلس القراءة أمور يعتادها الطلبة إلا من الامام فكان يقبلها منه لكثرة محبته إليه وتنويره وكان يتولى عظائم الأمور ورحل إلى صنعاء لعقد عقده بين الأروام والإمام واستنهض الإمام لحرب الأروام ولما كثرت كتب خولان العالية والحدا ومن قابلهم من قبائل الزيدية إلى القاضي عامر يستنهضونه لاستنهاض الإمام للخروج على الترك وكان الإمام قد فعل لكنه احتاج إلى الكتم حتى من القاضي على جلالته فدخل يوماً إليه وعنف الإمام فأخبره بأن أخوته قد خرجوا منهم من جاء من المغرب وهو الحسين ومنهم من جاء من المشرق وهو الحسن ومنهم المتوسط بينهما وهو أحمد قام القاضي على وقاره وكبر سنه فحجل كما فعل جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه وهو أحد السنن المأثورة ولم يكن بين وفاته وبين وفاة ولده أحمد إلا أيام قليلة ومما ينبغي أن ينقل وإن كان بترجمة ولده أحمد أليق لكنه اقتضى الحال كتابته هنا وهو أن أحمد بن عامر لما تم له الحضور مع أبناء الإمام في حروب زبيد استأذن الحسن بن القاسم في زيارة والده فقال له ابن الإمام قد عزمنا على الطلوع جميعاً فتأخر له يويمات فرأى القاضي أحمد في المنام رجلين يقول أحدهما للآخر اقبض روحه فيقول الآخر لا أقبض روحه فإن له أباً شيخاً كبيراً قد سأل الله تعالى أن يريه إياه فلا أقبض روحه حتى يصل إليه فلما استقر هذا في ذهنه دخل إلى الحسن وألح عليه في الفسخ ولعله أسره بذلك فأذن له فطلع حتى وصل إلى ذمار وكان هنالك صفي الدين أحمد ابن الإمام فأكرمه وعظمه وعول عليه في الإقامة عنده أياماً ليتصحح ويزول عنه وعثاء السفر وكثر عليه في ذلك فرأى القاضي الرجلين الأولين يقول أحدهما لصاحبه اقبض روحه فإنه أبطأ وتراخى ولم يبق له في الأجل سعة فأجابه الآخر بما أجابه به أولا فتيقظ القاضي لنفسه وعزم على المبادرة فلما وصل إلى هجرة مشوكان وهي بالقرب من وادي عاشر مسكن والده فوصل إليه القبائل والشيوخ فإنه كان صدر آمن الصدور فصدوه عن زيارة والده فرأى الرجلين فقال أحدهما ما قال أولا وذكر أن القاضي تراخى فأجابه الآخر أجاب ثم قال يكون له مهلة حتى يزور والده ويبقى خمسة أيام ثم نقبض روحه فتوجه القاضي مبادراً إلى حضرة والده فتلقاه