@ 257 @ روم إيلي ثم في أثنا جلوس السلطان محمد تقاعد بوظيفة أمثاله وذلك في جمادى الأولى سنة ثلاث بعد الألف ثم ولي الإفتاء بعد وفاة المولى سعد الدين بن حسن جان في ربيع الأول سنة ثمان وألف وعزل في صفة سنة عشر وألف ثم أعيد ثانياً في ثاني عشري رجب سنة إحدى عشرة وعزل بعد إحدى وثلاثين يوماً ثم أعيد ثالثاً في عاشر المحرم سنة ثلاث عشرة وعزل في ربيع الآخر سنة خمس عشرة ثم أعيد رابعاً في رجب من هذه السنة وعزل في صفر سنة سبع عشرة واتفق له في إحدى هاتين الأخيرتين أن والدة السلطان كانت رجت من ابنها توجيه الفتيا للمولى محمد بن سعد الدين فأخذ القلم وكتب التوجيه ودفعه إليها فرأته كتب مكان الاسم صنع الله فراجعته ثلاث مرات وفي الجميع يجري القلم بصنع الله وهو يعتذر عن ذلك بأنه عن غير قصد ففي الثالثة قالت له اعتمد على ما كتبت وليكن الموجه إليه صنع الله فأرسل الخط الشريف إلى صاحب الترجمة وصيره مفتياً وهذه الاتفاقية غريبة جدّاً وحكى أنه مرة وجهت الفتوى إلى رجل أباه القوم فأشاروا إلى صاحب الترجمة بأن يطلبها لنفسه فقال كيف يكون ذلك فقالوا تبعث إلى السلطان تطلب منه ذلك فقال لا حاجة بنا إلى أن نرسل أحداً ونطلب ذلك بالواسطة ونطلب ونحن مستقرون في مكاننا فلم تمض هنيئة إلا وسلحدار السلطان جاءه بالتقليد ولما عزل في المرة الأخيرة أراد الحج فورد الشام يوم الأربعاء مستهل شهر رمضان سنة تسع عشرة وكان منزوياً قل أن يجتمع بأحد وكان إمام المقصورة الشافعي يصلي العشاء في أول الوقت ويصلي بعده الإمام الحنفي فقال يصلي الحنفي أولاً لأنه على مذهب السلطان وروجع في ذلك فلم يفعل فصلى إمام الحنفية أولاً ثم إمام الشافعية في ليلة الجمعة ليلة عيد الفطر وكان قدم معه صهره زوج ابنته قاضي القضاة بالشام نوح بن أحمد الأنصاري فأبرم ذلك وبقي الأمر على ذلك مدة ثم بطل الشافعي المرتب من صلاة العشاء وبقي الحنفي وحده وأهل جيلنا لم يدركوا إلا الحنفي وحده وكان أحمد بن شاهين مدح صاحب الترجمة بقصيدة تقدم طرف من خبرها في ترجمة البوريني وذكرنا مطلعها وهو | % ( حيّ المنازل بالنقافز رود % فالرقمتين فعهدنا المعهود ) % | فعن لي أن أثبت منها هنا بعض أبياتها لحسنها وبعد المطلع | % ( وأنزل فإن ثرى معافرة الهوى % ليجل عن وطء المهاري القود ) %