@ 253 @ من وصف الآرام اللاتي هم المرام أو على أنه أنالك كما لي أن أعرف كمالك وتصحيف شطره الأول والثاني جيد لا غيد وإن قلت أسد فهو للإيضاح ليث أسد وإن شئت قلت موضع لبث القلائد من الصدور أو ما استرق من رمل الصخور وإن أردت المجاز فالخمر من صروفه وإن أردت الحقيقة فظرفه من مظروفه وكيف يخفى وأوله اسم سنام الأنعام وثانيه حيوان في البحر العام وثالثه اسم امرأة ذات سمن من ورابعه شجر ذوفين وخامسه اسم ناحية من نواحي البقاع وسادسه اسم رجل كثير الوقاع على أن أوله والثالث والرابع ينبي عن قلب سقط الزند الواقع والثاني والثالث عن أطيب العرف نافت وهو نديم الملوك في القصور وخديم ربات الشنوف في الخدور حقير المقدرا جليل الاعتبار وأقواله مؤثرة في مثل قلب عنتر مع أنه صغير ضعيف الجثمانية مغتر فهل يخفى بعد شرح هذه الأمور ولكن الخفاء في شدة الظهور فجد مجيباً مجيداً لا برحت مفيداً سعيداً فأجابه ملغزاله في بازي بقوله | راسلتني لأبرح عند عندليب الفصاحة صادحاً على رياض مراسلتك وقمر البراغة لائحاً من أفق أفلاك عبارتك وحمى الفضل محمياً بسمهري أقلامك وجيد الأدب محلى بدر وعقود نظامك وإن لي قريحة قريحة بصروف حوادث الزمن وفكرة جريحة من معاناة خطوب هذه المحن وأدرت على سمعي من سلاف ألفاظك ما هو عندي أرق من نسيم الصبا وأهديت إلى فكرتي من نفائس صنائعك ما ذكرتني به زمان اللهو والصبا وأتحفتني ببدائع ما احمر الورد إلا خجلاً من بهجتها ولا اصفرت الصهباء إلا حسداً لما شاهدته من استيلائها على العقل وسطوتها لا غرو أنها صدرت من قس الفصاحة وقاضيها الفاضل وأتت من رئيس هذه الصناعة وأمامها المشار إليه بالأنامل فادخرتها تحفة للوارد والصادر ورقتا بقلم الفكر على لوحة الخاطر فأماطت النقاب وأزالت الحجاب عن اسم مطرب ما زال يغرد في الرياض بين الأفنان ويحرك بصوته الشجي ما سكن في خاطر الولهان ويتعشق الورود لشبهها بخدود الملاح ويراقبها مراقبة المهجور في الاغتياق والاصطباح طالما جنى عليه لسانه فحبسوه وضيقوا عليه ومن عجب أمره أنه لم يحبس إلا لزيادة حبه وشدة الميل إليه صحف النصف الأول منه تجده عبدا عن الخدمة لا يحول وإذا شئت قلت عيد بالمسرة والهناء موصول