@ 242 @ وكانت وفاته بينكي شهر وهو في خدمة السلطان في سنة إحدى وثمانين وألف .
صالح الرومي المعروف بدرس عام القسطنطيني المحقق الشهير أحد من أدركته فرأيت الفضل مشتملا به وهو أحد نوادر الدهر في الفضل والإتقان وتحقيق العلوم والفضلاء الروم تهافت بالغ على الوصول إليه والإقتباس مما لديه وهو في نفس الأمر عجيب الصنعة في تقريره وتفهيمه جار على طريقة محققي العجم والأكراد في مراعاة آداب البحث وكانت له في العلوم العقلية مهارة كلية بحيث لا يشق فيها غباره وقد ولد بقسطنطينية وبلغني أنه كان في ابتداء أمره مزيناً ثم حبب إليه الطلب فجد واجتهد وصرف شطرا عظيماً من عمره في الاشتغال حتى بهر ومهر وجلس مجلس التدريس فأكبت عليه الطلبة وما برحوا في زيادة واعتناء به ثم سلك طريق الموالي فدرس بعدة مدارس ولما قدمت قسطنطينية من أدرنة في سنة سبع وثمانين صادفته مدرساً بإحدى مدرستي زكرياء برتبة موصلة الصحف وكان إذ ذاك يقرى كتاب مغني اللبيب لابن هشام فيحضره جمع كثير من الأفاضل ثم انتقل إلى إحدى المدارس الثمان فدرس فيها شرح المواقف على مقتضى شرط واقفها وكان له في بيته دروس خاصة وتوفي وهو مدرس إحدى الثمان وكانت وفاته يوم الاربعاء رابع عشر رجب سنة اثنتين وتسعين وألف .
صالح باشا الموستاري نائب الشام كان في الأصل من خدمة الوزير مصطفى باشا المعروف بالفراري ورد في خدمته إلى دمشق وهو متوجه إلى مصر حاكماً بها ثم بعد أن عزل مخدومه عن مصر صحبه إلى الروم وصار ضابط الجند الشامي وورد إلى دمشق في سنة تسع وستين وألف ولم يحصل له حظ تام لوجود صولة الجند في ذلك الوقت ثم بعد زوال بعضهم نفذت كلمته ولما ولي الوزير أحمد باشا الفاضل نيابة الشام جعله قائماً مقامه إلى أن قدم إليها فصيره كتنداه ولما ولي الوزارة العظمى جعله أميرا خور السلطان ثم جعله ضابط الجند بقسطنطينية وسافر في خدمة الوزير إلى سفر إيران فاتفق أنه استشهد نائب الشام الوزير مصطفى باشا القليلي فوجه إليه مكانه وأرسل متسلماً من قبله وأقام هو في السفر السلطاني وأمر بعمارة خان حسية ووكل في العمارة والصرف جماعة من أهل دمشق فعمروه ووسعوه ثم أمر بعمارة خان السبك فعمروه عمارة لطيفة وقلدوا في بنيانه ببنيان عمارة