@ 236 @ الهند فدخلها في سنة خمس وعشرين وألف وأخذ عن عمه الشيخ عبد القادر بن شيخ وكان يحبه ويثني عليه وبشره ببشارات وألبسه الخرقة وحكمه وكتب له إجازة مطلقة في أحكام التحكيم ثم قصد إقليم الدكن واجتمع بالوزير الأعظم عنبر وبسلطانه برهان نظام شاه وحصل له عندهما جاه عظيم وأخذ عنه جماعة ثم سعى بعض المردة بالنميمة فأفسدوا أمر تلك الدائرة ففارقهم صاحب الترجمة وقصد السلطان إبراهيم عادل شاه فأجله وعظمه وتبجح السلطان بمجيئه إليه وعظم أمره في بلاده وكان لا يصدر إلا عن رأيه وسبب إقباله الزائد عليه أنه وقع له حال اجتماعه به كرامة وهي أن السلطان كانت إصابته في مقعدته جراحة منعته الراحة والجلوس وعجزت عن علاجه حذاق الأطباء وكان سببها أن السيد الجليل علي ابن علو دعا عليه بجرح لا يبرأ فلما أقبل صاحب الترجمة ورآه على حالته أمره أن يجلس مستوياً فجلس من حينئذ وبرأ منها وكان السلطان إبراهيم رافضياً فلم يزل به حتى أدخله في عداد أهل السنة فلما رأى أهل تلك المملكة انقياد السلطان إليه أقبلوا عليه وهابوه وحصل كتباً نفيسة واجتمع له من الأموال ما لا يحصى كثرة وكان عزم أن يعمر في حضرموت عمارة عالية ويغرس حدائق وعين عدّة أوقاف تصرف على الأشراف فلم يمكنه الزمان وغرق جميع ما أرسله من الدراهم في البحر وله مصنفات عديدة منها كتاب في الخرقة الشريفة سماه السلسلة وهو غريب الأسلوب ولم يزل مقيماً عند السلطان إبراهيم عادل شاه حتى مات السلطان فرحل صاحب الترجمة إلى دولت آباد وكان بها الوزير الأعظم فتح خان ابن الملك عنبر فقربه وأدناه وأقام عنده في أخصب عيش وأرغده إلى أن مات في سنة إحدى وأربعين وألف ودفن بالروضة المعروفة بقرب دولت آباد وقبره ظاهر يزار وكانت ولادته في سنة ثلاث وتسعين وتسعمائة رحمه الله تعالى .
شيخ بن علي بن محمد بن عبد الله بن علوي بن أبي بكر بن جعفر بن محمد بن علي بن محمد ابن أحمد بن الأستاذ الأعظم الفقيه المقدم عرف كسلفه بالجفري بضم الجيم وسكون الفاء ثم بعدها راء المفضال الكامل الماجد القاضي الأجل المحترم كان من رؤساء العلم جليل المقدار ذائع الذكر مقبول السمعة وافر الحرمة ولد بقرية تريس بالسين المهملة وحفظ القرآن وأخذ عن جماعة من العارفين ثم دخل بلاد الهند