@ 234 @ فحول الرجال وسرحنا طرف الطرف في روضها النضير وشرحنا الصدر بلذيذ أنباء الخبر المعرب عن ضمير مقتضى الحال ولا ينبئك مثل خبير وأمعنا النظر في مجاز حسن معانيها وإعجاز مبالغة تراكيب قصص مغانيها فلم نجد لها في الحقيقة من نظير وعرفنا بها عرف ذلك الفضل الموروث عن طيب الأصل فلم نعبرعنه بسوى العبير نجنى طورا من ذلك اليانع ثمار الأخبار عن كتب وآونة ترتع في روض أريض من الأدب لما أودع فيه محرره من لطائف النكات وأبدع فيه من ظرائف الأبيات الأبيات ما يطرب كل سامع ويعجب كل مطالع ويغرب بما يعرب عن بدور المنازل بحسب الطالع بحيث صار ذلك أنسا للحاضر المحاضر وزاد للحامل المسافر وقد حذا في ذلك حذو جده العلامة فنثر ونظم ومن يشابه أباه فما ظلم واقتفى أثره في سيره ففاته بمراحل من رحلته المشحونة بأدبه فكان المشبه أبلغ من المشبه به وجد بجده فورى بما روى قدح زنده ولا بدع فهو ليس يدعى فيما يدعى وقد تلمذ للمولى المرحوم شيخ الإسلام الوالد الماجد مده وفاز فيه بما أجازه وأمده وورث الفضل والأدب عن جد وأب فضلا عما منح به من القبول فحسب | % ( إذا قيل من أضحى بجلق مدهشا % بتبريزه في الفضل والعلم مذ نشا ) % | % ( فقل واحد كالألف في كل مجمع % وذلك فضل الله يؤتيه من يشا ) % | هذا بعد ما طالعنا رحلة جده شيح الإسلام المرحوم المشتملة على مراحل مصر والروم وأطلعنا على ما حفت به من أرقام الأعقام وخطوط الخطوط المنسوبة إلى العلماء الأعلام فكان ممن انتظم في سمطها والتحف بمرطها وأجاد وجد المرحوم العلامة عماد الدين العمادي الجد فقد نثر في طرسها جواهر كلمه ووشى بما أنشأ في طرازها من نقش قلمه فثار عند ذلك منا العماد ودعانا داعي الفضل في اقتفاء أثر الأجداد فلا جرم حينئذ أن تحذو الفروع حذو الأصول وإن لم يدرك الضالع شأو الضليع في الفضل ففي الفضول مع الاعتراف بالبضاعة المزجاه مرتجين من فضله سبحانه حسن القبول وما خاب من رجاه فجزى الله المؤلف على هذا التأليف من أنواع الألطاف آلافا وضاعف جزاء هذا التصنيف من خير الدارين أضعافا وأدام بكتابه الانتفاع ولجنابه الارتفاع ولأحبابه الاتباع ما نفحت رياض الآداب فرنحت القلوب والألباب وما طويت شقة