@ 231 @ إلى سماع الآلات ويطرب لها وذكر لي كثير من الناس أنه لما قربت وفاته أوصى بأن يغسل على السماع فنفذ مريدوه وصيته وكان له مريدون وحفدة وبالجملة فعامة من لقيناه معتقدون ولايته وصلاحه والله أعلم بحاله وكانت وفاته بذي الحجة سنة ست وسبعين وألف ودفن بغزة .
شعبان الفيومي الأزهري الشافعي الإمام العالم العامل الفقيه المتضلع من العلوم الشرعية شيخ الأزهر نفع الله بعلمه فما قرأ عليه أحد إلا انتفع به وحصلت له بركته ولد بالفيوم في سنة خمس عشرة وألف تقريباً وحفظ القرآن ورحل إلى مصر وأخذ عن من بها من أكابر العلماء كالشهاب القليوبي وحضر الشمس الشوبري وكان ملازماً لهما سنين عديدة وكان مستغرقاً أوقاته في إقراء العلم والتدريس في العلوم النافعة وكان يقرأ عليه استقلالاً كل يوم ما ينيف على مائة طالب وله في كل يوم ثلاثة دروس حافلة واحدها بعد الفجر إلى قريب طلوع الشمس والثاني بعد الظهر والثالث بعد العصر هذا دأبه دائماً وكان يجتمع فيها من طلبة العلم خلق كثير وكان محافظاً على الجلوس في الأزهر لا يخرج منه إلا لحاجة وكان يستحضر غالب كتب الفقه المتداولة بين المصريين وتخرج به كثير من العلماء منهم العلامة منصور الطوخي وإبراهيم البرماوي وعطية الشوبري وغيرهم وكان قليل الكلام كثير الاحتشام لا يتردد إلى أحد معظماً عند العلماء مشهوراً بالورع وكان إذا قرأ القرآن يكاد يغيب عن حواسه وكان كثير الدعاء لمن يقرأ عليه ولا يسمع منه كلام إلا في تقرير مسائل العلم وكان إذا مر في السوق يمر مسرعاً مطرق الرأس وله كرامات علية منها أن رجلاً تسلط عليه فكان إذا مر مطرقاً يحاكيه ويمثل به ويطرق رأسه مثله فأتى إليه ذات يوم وهو مطرق ففعل مثله وأطرق رأسه فلم يقدر على رفعه ولا تحريكه يميناً ولا شمالاً ثم أتى إليه واعتذر وتاب من ذنبه فعفا عنه ودعا له فعافاه الله تعالى ببركته ومنها الاستقامة في جميع الأحوال التي هي أوفى كرامة وكانت وفاته بمصر في جمادى الأولى سنة خمس وسبعين وألف ودفن بتربة المجاورين رحمه الله تعالى .
شهاب الدين بن عبد الرحمن بن محمد بن محمد العمادي الدمشقي الحنفي وقد تقدم أخوه إبراهيم أحد الصدور الفضلاء وكان فاضلاً نبيلاً حسن الفهم أديباً شاعراً منشياً وله خط بديع وسرعة كتابة وضبط وكان واسطة عقد بيت العمادي وإليه يرجع حله وعقده وكان والده وشقيقاه منقادين إلى تدبيره لا يسعهم خلافه بحال