@ 216 @ ومنها آبار حفرها بقرب المدينة المنورة لقوافل الزوار في وادي مفرع وغيرها كثيرة النفع جداً ومنها قراءة ختمة شريفة في كل يوم يقرؤها ثلاثون نفراً بمكة وأخرى بالمدينة ثم بعد أن قدم إلى تخت السلطنة عينه السلطان سليم إلى فتح حلق الوادي ببلاد تونس الغرب وكان النصارى استولوا عليها بسبب الاختلاف الواقع بين سلاطين الغرب من آل حفص فصار بعضهم يقوى على بعض بالفرنج وأطمعوهم في بلاد المسلمين فاستولوا عليها وتمكنوا منها وحصنوا الحصون وأحكموا المقلاع بحيث أيس المسلمون من فتحها وصاروا تحت حكم الفرنج وأخذوا مملكة تونس ووضعوا السيف في أهلها فقتلوا الرجال وسبوا النساء والأولاد فلما بلغ السلطان سليم ذلك أرسل مائتي غراب مشحونة بالأبطال والمدافع وآلة الحرب وعين معهم سنان باشا وقلج علي باشا وكانت غزوة مشهورة من أعظم غزوات بني عثمان يحتاج إلى تفصيلها المؤلف فنقتصر منها على خلاصتها وهو أن المسلمين انتصروا على الكفار وقتلوا منهم نحو عشرة آلاف مع الحصار المديد والقتال ومن العجب أن الفرنج كانت بنت هناك حصاراً حصيناً وقلعة منيعة أقاموا في استحكامها وإتقان بنائها ثلاثاً وأربعين سنة فافتتحها سنان باشا في ثلاث وأربعين يوماً من أيام محاصرتها وذلك في سنة إحدى وثمانين وتسعمائة ثم خرب الوزير القلاع والحصون فلم يبق لها رسم ثم توجه سنان باشا إلى دار السلطنة فولى بعد مدة الوزارة العظمى وذلك في زمن السلطان مراد الثالث في شهر ربيع الأول سنة ثمان وثمانين وتسعمائة ثم عزل عنها وولي بعدها نيابة الشام وشرع في عمارة الجامع المذكور أولاً ثم ولي الوزارة العظمى بعد ذلك أربع مرات عزل من الثالثة في شهر ربيع الأول سنة أربع بعد الألف وصار مكانه لالا محمد باشا فبعد ثلاثة أيام توفي محمد باشا فأعيد إلى مكانه ولم تطل مدته فتوفي في شعبان من تلك السنة وكان في أحد تولياته الوزارة تعين لمحاربة الكفار المعروفين بالنمسة ووقفت على ترجمة له ترجمة بها منشيء الديوان عبد الكريم بن سنان ذكر فيها غزوه مع الكفرة ومن زبدتها قوله ملأ بقتلاهم الهضب والبقاع وأخذ منهم القلاع والبقاع وجبر قلوب الإسلام بكسر الصلبان والأصنام ومن غريب فتوحاته تسخيراً لحصن الموسوم بيانق وهو على ما يقال لسماك السماء معانق أحكمت يد الدهر بنيانه وقد أزرى بالهرم في الحصانه وأهله يقطفون