@ 309 @ وفاته في خامس عشر ذي الحجة من هذه السنة .
سعودي بن محمد بن محمد بن محمد الغزي العامري الدمشقي الشافعي مفتي الشافعية بدمشق وابن مفتيها وابن ابن مفتيها رؤساء العلم بالشام وكبراؤه وشهرة بيتهم لا تحتاج إلى بيان وكان سعودي هذا فاضلاً وجيهاً رقيق الطبع متساوي الأطراف أخذ الفقه والحديث عن جده لأمه الشهاب أحمد العيثاوي المقدم ذكره وعن والده النجم وسافر في خدمته إلى الحج في سنة أربع عشرة بعد الألف وإلى الروم في سنة ثلاث وثلاثين ولما حج والده في سنة سبع وأربعين أقامه مقامه في خدمة فتوى الشافعية فباشرها وظهرت كفايته وحمدت سيرته ثم مات أبوه في سنة ستين فاستقل بها وأعطى عنه المدرسة الشامية البرانية ودرس الحديث تحت قبة النسر من جامع بني أمية وابتدأ من محل انتهى إليه درس والده في صحيح البخاري وكان وقف في آخر درس قرأه على باب البكاء على الميت واستمر مدة يفتي ويدرس وله القبول التام والتقدم بين أبناء نوعه وكان حسن المطارحة والأدب وينسب إليه من الشعر شيء قليل فمن ذلك ما رأيته منسوباً إليه في بعض المجاميع ولا أتحققه وذلك قوله في صاحب له | % ( لي صاحب في نقله ما حكى % للكذب عن آبائه وارث ) % | % ( فكل ما ينقله مثل ما % قال الحريري حكى الحارث ) % | وكانت ولادته في سنة ثمان وتسعين وتسعمائة وتوفي في أواسط ذي القعدة سنة إحدى وسبعين وألف ودفن بمقبرة آبائه بتربة الشيخ أرسلان قدس الله تعالى سره العزيز .
سعيد بن عبد الرحمن بابقي الحضرمي القيدوني بلداً الدوعني جهةً الشيباني نسباً ثم المكي الشافعي الإمام الرباني والعارف الصمداني كان من العارفين بالله تعالى الواقفين مع الكتاب والسنة وكان يتكلم عن طريق الصوفية بما يبهر الألباب ويحل مشكلات المحققين على الوجه الصواب مع كثرة العبادة والتلاوة للقرآن والتوجه إلى الله تعالى في سره وعلانيته ولد كما أخبر هو به بعض تلامذته يوم الجمعة عاشر المحرم سنة ست وثلاثين وتسعمائة وحفظ القرآن واشتغل بالعلم على كثيرين من الحضارمة واليمنيين وساح مدة مديدة في اليمن ودخل الهند وجال في بلاده ثم رجع إلى عدن ورحل منها إلى الحرمين وأقام بمكة وأخذ بها عن الأستاذ