@ 196 @ | منه قوله | % ( غارت بدور التم من كاعب % هام بها المفستون بين الأنام ) % | % ( رنت بطرف فاتر ناعس % يرشق من ألحاظه بالسهام ) % | % ( بديعة الشكل ولكنها % بعيدة الوصل على المستهام ) % | % ( يود لوزار حماها على % رغم العدا مختفياً في الظلام ) % | % ( هذا ورؤياه إلى وجهها % غاية ما يحظى به والسلام ) % | وله معومى في حسام | % ( وساق كبدر التم في غسق الدجى % يدور بأكواب ويرقص كالغصن ) % | % ( فأفديه من ساق سما في سما البها % عليه إذا ما دار تاج من الحسن ) % | وبينه وبين القاضي تاج الدين المالكي المقدم ذكره وغيره من أفاضل المكيين مطارحات يطول ذكرها وكانت وفاته بمكة بعد شروق يوم الإثنين رابع عشر شهر رمضان سنة ثمان وسبعين وألف ودفن بعد صلاة العصر بالمعلاة في تربة آبائه ونسب بني الطبري وشرفهم وقد بيتهم سيأتي في ترجمة والد صاحب الترجمة الإمام عبد القادر إذ هو أشهر هذا البيت من أبنائه المذكورين في كتابنا هذا والشهرة تقتضي مزيد الإعتناء والأفكار تنساق لنحو المشهور كثيرا ولم يتقدم منهم معنا إلا زين العابدين هذا وهو لبس من الشهرة بمحل والده والله أعلم .
زين العابدين بن محمد بن علي البكري الصديقي القاهري الشافعي الأستاذ العارف بالله تعالى قام مقام أبيه من بعده ودرس وأفتى وأفاد وكان في مصر مالك أزمة الوجاهة وسالك رتبة البراعة واليراعة وألف التآليف الحسنة الوضع وأشهر ماله من المؤلفات رسالة إلا ترج وكان أخوه أبو السرور المقدم ذكره من العلماء إلا أنه لم يبلغ درجة زين العابدين في التصوف والتكلم بلسان المعرفة وروى أن والدهما الأستاذ الأعظم لما حضرته الوفاة قال لخادمة له نادى لي زين العابدين فذهبت ونادت ابا السرور فقال لها بعد أن خرج نادي لي زين العابدين فأنك إذا ناديتيه ولم تنادى أحدا غيره فأنت حرة فذهبت ونادت زين العابدين قالت فلما دخل على والدة قال له اجلس وأملى عليه شيثا ثم قال له فهمت فهمت قال نعم قال قم الآن فلما توفي والده ظهر بما ظهر به من المعارف والحقائق وذهب كثير من أهل مصر وغيرهم إلى أن بدايته كانت نهاية أبيه وقد أخذ العلم عن والده وغيره وشيخه المختص