@ 180 @ بالذهاب إلى جدة فامتنع فارتبنا بذهابه خفية فقال بشيراً طلقه فقال لا أطلقه حى يصل الشريف زيد ثم قام السيد إبراهيم فلما كان اليوم الثاني نزل بشير إلى القاضي واستدعى السيد إبراهيم فحكم عليه بإطلاقه فأطلقه ثم بعد يومان عزم السيد إبرهيم والقائد رشيد حاكم مكة إلى نحو بركة ماجن للتنزه فاستجر بشير العسكر ووعدهم فحملوا أثقالهم وأدخلوها من باب المسجد وخرجوا بها من باب ابن عتيق ثم خرجوا بعد العصر حازبين مارين على دار السعادة ثم على السوق ثم على سويقة إلى أن وصلوا إلى بيت بشير وكان نازلاً بالباسطية فوصل الخبر للسيد إبراهيم فجاء إلى البلد وقال لبشير ما هذا الفعل فقال بشير مجالسه نعم عسكر السلطان لهم في التربية أعوام فتأخذهم في خمسة أيام وكان في عسكرهم شخص كثير الفساد فأمر السيد إبراهيم بقتله أينما وجد فوجد سكراناً على الخريق فتناوله عسكر الشريف فقطعوه فثارت الفتنة وترامت العسكران بالرصاص وقتل شخص من الناس خلف المقام المالكي وقتل كتخذا بشير ولم يزل مطروحاً عند باب ابن عتيق من داخل المسجد إلى الليل حتى رفعه بعض الناس ثم سعى القاضي أحمد قره باش وغيره بالصلح وأن لا يصل أحد إلى أحد بسوء من الجانبين ولا تخرج جماعة بشير إلى السوق إلا ثلاثة أشخاص معينون لقضاء حوائجه من السوق وسكنت الفتنة حتى وصل الشريف زيد إلى مكة فاستحسن جميع ما فعله السيد إبرهيم ثم ظفر الله تعالى الشريف زيداً على الجميع ونصره عليهم ومما اتفق له أنه زار النبي & عام تسع وخمسين وكان دخوله إلى المدينة من شعبان فنزل بالقاضية خارج السور ثم في فجر اليوم العاشر من الشهر المذكور نزل القاضي زفر قاضي المدينة إذ ذاك راكباً ومعه ثلاثة من الخدام فلما كان عند الدفتر داريه وثبت عليه شخص فضربه بالحد في ظهره وضربة أنفذها من صدره فأكب على قربوس الفرس ولم تزل داخلة به إلى محراب سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه وإمام الشافعية قائم يصلي الفجر فقام بعض الناس إليه وأنزلوه بآخر رمق وهو يقول يا رسول الله يا رسول الله وضع إمام الوجه الشريف فبعد لحظة قضى عليه فحشدت عساكر المدينة واجتمعوا وأغلقوا أبواب المدينة وتفرقوا في نواحيها وأسوارها ووجهوا المدافع إلى جهة الشريف ونادوا اخرج عنا الآن وبدا منهم ما لا يليق فلم يزل الشريف بهم حتى أعمل الحيلة ودخل من باب هو وعسكر بعد